التداول السلمي للسلطة واحترام الرأي من القضايا الوطنية التي ينبغي نشر الوعي المعرفي بأهميتها في الحياة السياسية, وهذا يتطلب من الجميع مراجعة أساليب التعبئة التي مورست في الفترة الماضية لمعرفة الأخطاء ودراسة أسبابها, والبعد كلية عن الإثارة والتعصب الأعمى الذي ألحق الضرر بالحياة الاجتماعية, وفرق بين الاسر وخلق الفرقة والشتات وعزز النزعة الانفرادية وأحدث شرخاً عميقاً في حياة المجتمع. إن منهج الحوار يتطلب الالتزام بمكارم الأخلاق وعدم الخوض في التجريح والانطلاق صوب المشكلة الحقيقية التي يعاني منها المجتمع اليمني والتفكير العميق بموضوعية في كيفية الحلول, أما المزايدة والاستمرار في التمترس خلف الأوهام والإصرار على امتلاك الحقيقة والادعاء بالوصاية على الناس فإنها من الأمور التي لاتخدم الوحدة الوطنية, بل تزيد الفجوة وتثير الخلافات, ولايلجأ لهذا الأسلوب إلا من يعاني من الفشل الدائم في حياته, ولايرى نفسه في الأزمات والفتن, ولذلك على كل الخيرين أن يدركوا أن الحوار الوطني البوابة التي تمكن الجميع من الحفاظ على وحدة الأرض والانسان والدولة. ولئن كان البعض مازال متمترساً خلف الصلف فإن الواجب يحتم على أعضاء الحوار الوقوف أمام صلف ذلك البعض وتكثيف الحوار معه والاستماع لكافة الآراء الموضوعية والمنصفة, وعدم السماح لمن يحاول تجاوز آداب الحوار أو يقفز على مكارم الأخلاق, وليدرك الجميع أن العدو الصهيوني بدأ الآن يفرض هيمنته وسيطرته على مقدساتنا وأرضنا العربية في سوريا ولبنان ويذيق أهلنا في فلسطين أشد أنواع الإذلال وينتهك القدس الشريف أشد الانتهاكات مستغلاً خلافاتنا. إن زيادة التجاوزات على مكارم الأخلاق وعدم الشعور بالمسئولية تجاه الأرض والانسان والمقدسات الاسلامية في فلسطين قد مكنت العدو الصهيوني من التطاول على كل شبر من الأرض العربية وجعلته يسير باتجاه المزيد من إذلال العرب واستفزاز مشاعرهم من خلال التعدي السافر على المقدسات الاسلامية وتدمير الهيبة العربية الاسلامية في زحمة الأزمات العربية التي أكلت الأخضر واليابس, فاحذروا التمادي في إذكاء نار الفتنة لأن المستفيد الوحيد هو عدو الانسانية الكيان الصهيوني, واعلموا أن وحدتكم هي قوة الردع الحقيقي ضد العدو الصهيوني التي تعيد كرامة الأمة بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك