تأملوا بموضوعية نتائج السير في الطريق الخطأ, وستجدون بإنصاف أن الاستمرار في هذا الطريق يوصل إلى تصرفات غير مسئولة واتخاذ قرارات غير حكيمة, بل إن الاستمرار في ارتكاب الأخطاء السياسية الجسيمة يقود إلى التجرد من القيم والأخلاق, ويدفع مرتكب الأخطاء إلى قول الكذب وممارسة الزيف وقلب الحقائق وتزويرها, والأكثر من ذلك كله أن هذا الاستمرار يدفع مرتكب الأخطاء السياسية القاتلة إلى الإيمان بالوهم والعيش في عالمه ويتحول الواقع من حوله إلى وهم في تفكيره, ويزداد الأمر سوءًا عندما يكون السائرون في طريق الخطأ أصحاب أفكار عقائدية جامدة. إن المتأمل في معتنقي الأفكار الظلامية يجدهم يعيشون في عزلة بعيدين عن المجتمع ولايقبلون الالتقاء إلا بمن هم على نفس اعتقادهم, ودون ذلك لايقبلون التعايش معهم وينظرون إليهم نظرة الريبة والتوجس والحذر الشديد في التعامل معهم والتحفظ في الحديث معهم, الأمر الذي يجعل منهم صورة أخرى غير الصورة المعروفة للمجتمع الذي هم فيه فيظهرون بشكل مختلف ويسلكون سلوكاً غير مألوف, والنتيجة النهائية أفعال غير حميدة ضارة بالمجتمع متنافية مع جوهر الدين الإسلامي الحنيف وتنال من الوحدة الوطنية وتلحق الأذى بالأمن والسلم المجتمعي, وتمس أضرارها الاقتصاد الوطني وتسيء إلى سمعة الوطن. ولئن كان السائرون في الطريق الخطأ أياً كانوا فإن الواجب الديني والوطني المقدس يفرض على الكافة تحمل المسئولية وعدم السكوت على سلوكيات شاذة تظهر في المجتمع, وينبغي إنكار تلك الأفكار التي تلحق الأذى بالوحدة الوطنية وتثير الفتنة وتزرع الحقد والكراهية, وينبغي مواجهة ذلك بإيضاح جوهر الدين الإسلامي الحنيف الذي يدعو إلى الألفة والمحبة والتسامح والتكافل الذي يجمع ولايفرق ويوحد ولايمزق, وهذا الواجب لايقتصر على أحد دون أحد بل الكافة, فهل تقوم الأحزاب السياسية بهذا الواجب؟ أم أنها تسير في طريق الخطأ؟. نأمل أن تفيق أحزاب اللقاء المشترك من غفوتها وتراجع مسارها وتتحمل مسئوليتها وتقوم بواجباتها خدمة للدين والوطن والإنسانية بإذن الله.