يبدو أن من نشأ على الحقد والكراهية غير قادر على تغيير مابداخله من كتل الحقد وبراكين الكراهية للآخرين، وقد لاحظت بعض حملة الأقلام الذين ظهروا خلال الفترة القليلة الماضية أنهم معدون للفتنة وأن التعبئة التي تعرضت لها عقولهم باتت هي المسيطر على أفكارهم وتدفعهم دائماً للبحث عن الفتنة واثارة الأحقاد ونبش القبور واشعال نار الفجور، وكلما قلنا :أن تلك الأصوات قد تتغير عن الاثارة وتتجه نحو الخير العام وتلتزم آداب الحوار وأخلاقيات المسلم وتقول ما يمكن أن يحقن دماء اليمنيين ويعزز وحدتهم، للأسف لم نجد غير المزيد من بث سموم الكراهية والأحقاد والإصرار على الإضرار بالوحدة الوطنية، والبحث عن الإثم والعدوان وتحدي مكارم الأخلاق. إن ذلك الصنف الذي تربّى على الحقد والكراهية لايعرف أكثر من استخدام مصطلحات الفوضى واشعال الحرائق والتعبير عن الدموية والارهاب والوقوف عند القلع والاجتثاث، وكل مايمكن أن يسيء إلى أخلاقيات اليمنيين ويصورهم على غير الحقيقة رغم أن مثل هؤلاء النفر القليل لايمثلون اليمن على الاطلاق، وإنما يمثلون من غرس في عقولهم هذا الفكر الدموي الذي يفرق الأمة ويمزق شملها، وأمثال هؤلاء لم يدركوا المعاني القرآنية لقول الله تعالى: (إن الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) هؤلاء النفر لم يدركوا أن التغيير الحقيقي الذي ينبغي أن يكون هو تغييرما بداخل ذلك الانسان من الحقد والكراهية والنزعة العدوانية وإثارة الفتنة وصب الزيت على النار، والتغيير الحقيقي هو الاقلاع عن الاساءة والتجريح وعدم البحث في المساوئ المثيرة للفتنة. لقد قلنا مراراً وتكراراً بأن ترشيد الإعلام لازمة من لوازم الوفاق الوطني، ومع ذلك ركب الغرور والكبر والمغامرة البعض وحول وسائل الإعلام الرسمية إلى أداة للفتنة واثارتها من جذورها دون رادع من ضمير أو حياء من الله والناس أجمعين، ولذلك مازلنا نكرر الدعوة إلى ضرورة منع الإثارة والإلتزام بالوفاق والعمل على إبراز الحقيقة دون تحّيز لطرف ضد طرف آخر من أجل إزالة البغضاء والشحناء التي تربّى عليها البعض ومن أجل حماية أجيال اليمن بإذن الله.