لم أكن أتوقع أن يأتي تجاوز الوفاق الوطني من قيادة رئاسة الحكومة لإدراكي بأنها حرصاً على الوفاق الوطني،ولكن ما الذي حدث وجعل التجاوز يظهر بذلك الوضوح الذي لا يحتاج إلى تبرير، وهل هناك من يقود الأمور إلى تأزيم الحياة السياسية داخل تكتل اللقاء المشترك أم أن سياسة الكيد والنكاية بالشعب والاستهانة بالإرادة الكلية هي الثابت التي لا يتغير في اللقاء المشترك؟ إن التجاوزات التي حدثت تعد تحدٍياً صارخاً للإرادة الشعبية التي قدمت التنازلات من اجل أمن واستقرار ووحدة الوطن ومن أجل تفويت الفرصة على أعداء اليمن الذين يحيكون المؤامرة من أجل تركيع اليمن واليمنيين كما أن التجاوزات تحد صارخ للعهود والمواثيق واستهانة بالأفعال الوطنية التي جرت في سبيل انجاز ما تبقى من المبادرة الخليجية والقرار الأممي(2014). إن خطاب رئيس الحكومة لم يستند إلى الحكمة ولم يدرك مفهوم الشراكة ولم يقدر المعاني والدلالات للوفاق الوطني وسقط سقوطاً ذريعاً في هذا الاتجاه وأثار الضغينة وسبب امتعاضاً قوياً في أوساط الشعب وأعاد إلى الأذهان المحاولات الانقلابية التي مورست ضد العهود والمواثيق. أن الالتزام بمفهوم الشراكة أمر بالغ الأهمية ولا يجوز تجاوز ذلك الالتزام أو تلك الشراكة الأمر الذي يعني كف الخطاب عن الشعارات الثورية النارية والالتزام بمعاني الوفاق الوطني والالتزام بالثوابت الوطنية والانطلاق نحو معالجة الأوضاع المختلة بدلاً من البحث عن افتعال الأزمات من أجل الاستهانة بالإرادة الشعبية والتحدي الصارخ للعهود والمواثيق والتنصل من الشراكة الوطنية والإخلال بالوفاق الوطني. إن الالتزام بالشراكة الكاملة في الحياة السياسية أمر حيوي ولا يجوز التنكر له من خلال ادعاء البطولات الوهمية لأن العالم يعرف الحقيقة كما أن الالتزام بمفهوم الوفاق الوطني واجب ديني ووطني وإنساني لا يتراجع عنه إلا من في قلبه مرض فهل يدرك الجميع أن المهم هو ماذا نريد في المستقبل؟ أم أن نبش القبور هو المسيطر على البعض؟ آمل الإدراك بإذن الله.