التطاول والكبر والصلف لا يمكن أن يكون وسيلة للوفاق؛ لأن إثارة الفتن وتحدي الإرادة الكلية إخلال بالشرعية الدستورية التي منحها الشعب لمن يمثله وليس للتمثيل به، والنكوص على العهود والمواثيق دليل على انعدام القيم وشرور المبادئ، وهذا الفعل المشين سيحول النعمة إلى نقمة. إن صح ما يقال من عبث القول فإن الشعب لن يكون مجرد وسيلة لمن يغلب أهواءه على المصالح العليا للبلاد، وقد بات على العقلاء والنبلاء أن يقفوا بجدية أمام التصرفات التي تمس الثوابت الوطنية وتنقلب على العهود والمواثيق وتتمرد على المبادرة الخليجية أو تنتقي منها ما يتفق مع هواها وتترك ما دون ذلك. إن الأقوال والأفعال التي ظهرت خلال الأيام القليلة الماضية بتصرفات بعض المسئولين لا تعطي مؤشراً إيجابياً على الالتزام بالمبادرة الخليجية كمنظومة متكاملة، ولذلك فإن المطلوب من الحكومة وكل مكوناتها السياسية أن تعيد قراءة مسارها بجدية لمعرفة نتائج الأقوال والأفعال ومحاسبة من يخطئ والأخذ بيد من يصيب؛ لأن الاستمرار على هذا المنوال - من خلال التجاوزات للمبادرة الخليجية والاستهانة بالإرادة الشعبية - أمر بالغ الخطورة يحتاج إلى منع كل قول مستفز وكل فعل مخل بالمبادرة، من أجل الوصول إلى الاستحقاق الوطني وهو الانتخابات النيابية والرئاسية والمحلية. إن حاجة اليمن اليوم إلى القول الهادئ والفعل الملتزم بالثوابت الوطنية بات فرض عين، على الكافة القيام به وعدم تجاوزه، ولا يخرج عن هذا الالتزام إلا من في قلبه مرض، أو من قبل على نفسه أن يكون أداة لتخريب اليمن إرضاءً لنزعته الحاقدة وعدوانه الفاضح على الوطن، ونحن على يقين بأنه ليس بين صفوفنا مثل ذلك؛ لأن أبناء اليمن يملكون الإيمان والحكمة وأولو ألباب يجعلون من مصالح البلاد والعباد هدفهم الأول والأخير بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك