الممارسات غير السليمة التي عمّقت الشرخ وزادت من حدة الاختلاف عززت الحقد والكراهية، وأثرت على مكارم الأخلاق، وخلفت البغضاء والشحناء وولدت العداوة، لم تأت من فراغ، بل جاءت بفعل التربية القائمة على العداوة والكره للغير والشعور بالأحادية وعدم القبول بالتعايش مع ذلك الغير، والاعتقاد بأن الغاية تبرر الوسيلة، والخروج على مفهوم الإسلام عقيدة وشريعة، والسعي للأنا الشيطانية التي ولدت الرغبة المطلقة في الانتقام، وجميع ذلك لا يمارسه إلا الذين فشلوا في تحقيق رغباتهم وغاياتهم العدوانية التي لا تنطلق من مبدأ التعايش السلمي. لقد شهد المجتمع اليمني ممارسات غريبة لم يقرها الدين ولم تعرفها الأعراف والتقاليد اليمنية؛ لأنها ممارسات عدوانية أثرت على مكارم الأخلاق، وبالتالي هي دخيلة على المجتمع اليمني الأصيل، والذين قاموا بتلك الممارسات المجافية لمكارم الأخلاق لا يمثلون اليمن، ولا صلة لهم بالدين والأعراف والتقاليد اليمنية الحميدة، بل هم عناصر منبوذة جملة وتفصيلاً من المجتمع اليمني، وكلما أمعنوا في ممارساتهم غير السليمة كلما زاد بعدهم عن المجتمع وبعد المجتمع عنهم؛ لأنهم شر مستطير. إن مرحلة الحوار الوطني ينبغي أن تناقش الآثار الكارثية التي خلفتها الأزمة السياسية لكي تعيد القوى الوطنية المتحاورة لمكارم الأخلاق اعتبارها ومكانتها في المجتمع، بل أجزم أن مناقشة انهيار القيم والمبادئ الأخلاقية في الحوار الوطني الشامل غاية في الأهمية؛ لأن إعادة الاعتبار للدين والأعراف والتقاليد الحميدة عنصر من عناصر بناء قوة الدولة اليمنية الحديثة. ربما بعض القوى السياسية التي جعلت الغاية تبرر الوسيلة تتملص من مناقشة هذا الموضوع خوفاً على كيانها من الآثار الدستورية والقانونية التي تترتب عليها النتائج، ولكني أرى أن إعادة الاعتبار لمكارم الأخلاق أمر بالغ الأهمية؛ لأنه الباب أو الطريق الذي سيوصل الجميع من خلاله إلى استعادة الثقة. ولذلك أجدد التأكيد على أهمية مناقشة الممارسات العدوانية والانهيار الأخلاقي الذي صاحب الفترة المتعلقة بالأزمة السياسية؛ من أجل يمن جديد خال من الأحقاد، ومن أجل العودة إلى جوهر الإسلام عقيدة وشريعة، ونبذ كل الظواهر الدخيلة على المجتمع بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك