لقد بات من الواضح أن الباب مفتوح للحوار دون قيد أو شرط، الأمر الذي يعني أن من في قلبه مرض أو أنه لا يحمل قضية وطنية أو أنه يزايد ويتاجر بالقضايا الوطنية أو أنه مخير وليس مسيراً أو من في نيته الخراب والدمار أو من يحمل حقداً على الوطن، أو له ارتباط بالتسيير من الخارج أو من هو ملتزم بتنفيذ مخطط خارجي بالنيابة سيفتضح أمره عندما لا يقدم على الحوار أو يحاول عرقلة الحوار أو يضع الشروط التعجيزية لإيجاد المبررات لعدم المشاركة أو إحداث الفوضى والتخريب، لأن أمره ليس بيده وإنما سلّم أمره لمن باع له ضميره من أجل تخريب الوطن والقضاء على أمنه واستقراره ووحدته. إن الحوار من أجل حل القضايا ومعالجات المشكلات وهذا يعني عدم الاشتراط طالما باب الحوار مفتوحاً، لأن المطلوب طرح القضايا على طاولة الحوار بشفافية مطلقة ليدرك الشعب والأطراف مدى أهمية هذه القضية ويقرر ضرورة الالتزام من عدمه، أما التمترس خلف الأوهام والإملاءات من الغير لا أعتقد أن ذلك يخدم الدين والوطن والإنسانية على الإطلاق. إن الحوار الوطني يحتاج إلى إيمان مطلق بأنه منهج حياة وأنه الوسيلة الحضارية التي يلتقي من خلالها أصحاب القضايا بروح دينية ووطنية وإنسانية مسئولة تتجرد من الأهواء والنزعات الرافضة للحوار، لأن الحوار قبول متبادل للرأي والرأي الآخر واحترام متبادل لأطراف الحوار والهدف منه الوصول إلى الأصوب والأكثر نفعاً للشعب، وبذلك فإن الحوار يقود إلى الطريق السليم الذي يحقق الخير العام للناس كافة وينزع فتيل الاختلاف ويخلق الائتلاف والتعاون والتسامح والتصالح لتحقيق الصالح العام. إن اليمن مقبلة على مرحلة الحوار الوطني والعالم ينتظر أن يسجل اليمنيون نموذجاً جديداً لحل المشكلات ويرسون تقليداً إنسانياً متفرداً يضيف صفحة جديدة في تاريخ الفكر السياسي المستنير الذي يعزز الوحدة الوطنية ويفتح الآفاق الجديدة لاستكمال بناء الدولة اليمنية الحديثة التي تزول فيها كل المظاهر المخلة بالصورة الحضارية التي عرف بها اليمن أمام العالم لتنطلق روح الإبداع والتحديث في الحياة السياسية ويتجسد قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :« إني أرى نفس الرحمن يأتي من قبل اليمن» أو كما قال صلى الله عليه وسلم «الإيمان يمانٍ والحكمة يمانية» وهذه هي الرغبة المطلقة للشعب بإذن الله.