الإيمان بالقضايا الوطنية يحتاج إلى الإخلاص والتجرد من الأهواء الذاتية أو الفئوية أو المناطقية أو القروية أو الحزبية ، والحوار من أجل القضايا الوطنية لايحتاج إلى شروط مسبقة بقدر مايحتاج إلى الإقدام على الحوار ووضع القضية المراد حلها على طاولة الحوار ، أما اختلاق الأعذار والتعنت والصلف فإن ذلك دليل على عدم الجدية والقضايا المرفوعة كشعار ليست أكثر من وسيلة لتحقيق غايات عدوانية تضر بالوحدة الوطنية وتعصف بكيان الدولة اليمنية الواحدة الموحدة التي ناضل اليمنيون كافة من أجلها . لقد شهدت الساحة اليمنية العديد من الصراعات التي خطط لها الغير من اجل إسقاط الوحدة اليمنية ، غير أن تجارب الحياة السياسية في الفكر السياسي اليمني القديم والمعاصر قد أكدت أن تلك الصراعات لم تزد اليمنيين إلا تمسكاً بوحدة الأرض والإنسان والدولة ، لأن قوة الدولة اليمنية في وحدتها أرضاً وإنساناً . إن الحديث عن الحوار الوطني الشامل لايعني المبادرة إلى وضع الشروط التعجيزية أو اختلاق المبررات لعدم المشاركة فيه بقدر مايعني أن من يضع شروطاً لايؤمن بقضية بقدر مايؤمن بأجندة عدوانية هدفها النيل من الوحدة الوطنية والإخلال بالثوابت الدينية والوطنية والإنسانية والرغبة في السير خلف الأوهام والأحقاد التي تهدم الأوطان وتنهي القدرات وتقضي على طموحات الإرادة الكلية للشعب. إن الحوار يعني طرح القضايا بشفافية مطلقة تحت سماء الوحدة الوطنية وفي إطارات الإسلام عقيدة وشريعة، بمعنى أن من لديه قضية وطنية حقيقية فإن عليه أن يشترك في الحوار ليطرح مالديه بجدية على طاولة الحوار ليدرك الشعب كله مدى أهمية تلك القضية ويخرج الحوار بالحلول المناسبة لحل المشكلات وهل المؤمل في كل القوى التي ترى بأن لديها قضية تهم وطن الثاني والعشرين من مايو 1990م أن تطرح ذلك على طاولة الحوار ليقول المتحاورون رأيهم الجماعي فيها وسيكون الشعب المرجع النهائي لذلك بإذن الله.