المصابون بمرض الحقد والكراهية، يحسبون كل لفظ ضدهم، ولم تعد لديهم القدرة على التفكير؛ لأن التعبئة العدوانية التي تربوا عليها تمنعهم من إعمال العقل والتفكير السليم، ولذلك يعملون بسوء الظن، دون أن يدركوا أن العمل بالظن مهلكة، نهى الله تعالى عنه في محكم كتابه العزيز حيث قال عز من قائل عليم: {يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم} صدق الله العظيم، ولأن الذين يعملون بمجرد الظن، بل والظن السيء قد تربوا على التعبئة العدوانية فإنهم يعتقدون كل لفظة ضدهم، وأنهم وحدهم المعنيون بذلك دون غيرهم، وهذا يقودهم إلى الإثم والفجور الذي حرمه الله سبحانه وتعالى. اتلقى بعض الردود ذات الأبعاد العفنة، التي انغمست في أتون الظن الفاحش، الذي لا يرى غير الشر ولا يؤمن بالخير للناس كافة، ولا يقبل بالرأي والرأي الآخر، وعندما أجد ذلك الهوس المشحون بنار الحقد والبغضاء، لا أجاري مثل ذلك الإطلاق، لسبب وحيد أن مجاراة الإثم والفجور ليس من أخلاق المسلم، ولا يدل على مكارم الأخلاق على الإطلاق، ولذلك أدعو أصحاب العقول المستنيرة إلى التأمل في تلك الأفعال المخلة بالحوار وأخلاقيات الإسلام، وأخذ الحيطة والحذر خدمة للدين والوطن والإنسانية، لأن الذين لا يرون إلا بما يحدده لهم الآخرون، لا سبيل لعودتهم إلى خير الإنسان والوطن. إن الأزمة السياسية بكل تداعياتها الكارثية قد فجرت براكين الفجور والحقد والتعدي السافر على مكارم الأخلاق، وخلقت سوء الخطاب وسوء الظن، وجعلت البعض لا يرون الحقيقة إلا من خلال أولئك الذين انغمسوا في الشر والحقد والمكر والكيد العظيم والعياذ بالله من سوء أقوالهم وفجور أفعالهم، الأمر الذي عزل الخيرين وأصحاب الكلمة الصادقة الذين نذروا واجباتهم من أجل الخير العام للناس كافة، ولم يكتفوا بذلك، بل أخذوا يفسرون كل كلمة بما توحي لهم شياطينهم فزاد الأمر سوءاً وتفرد الفجور وغاب الصواب. ومع ذلك الفسوق والجور فإننا سنظل نقول ما يرضي الله أولاً، وما يحقق خير الإنسانية كافة، ونواجه الفجور بقول الحق والخير والسلام إيماناً بقدسية الدين والوطن والإنسان، ولإيماننا الراسخ أن كيد الشيطان كان ضعيفاً وسيظل ضعيفاً إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ولذلك فإن الواجب يحتم على الشرفاء والنبلاء قول الحقيقة أياً كانت مرارتها، لأن في ذلك خدمة لخير الناس كافة، والتزام بمنهج الخير والسلام بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك