لم يكن الوقوف عند قضية من قضايا الوطن بهدف الإثارة، وإنما الهدف هو الوصول إلى المعالجات التي تحقق الخير العام للناس كافة، ولم تكن المصلحة الشخصية هي الدافع أو المحرك لذلك على الإطلاق، وبالرغم من كل ذلك نجد البعض من الذين لم يجيدوا سوى الإثارة، وسوء الظن يحاولون في كل مكان العبث بأفكار الآخرين والإساءة إلى الوطن بنواياهم الخبيثة وفجورهم الذي فاق كل فجور.. لقد قلت ومازالت أكرر القول بأن الصالح العام وتحقيق رضا الله وحده هو الهدف العام الذي أسعى إليه، ولئن قدمت الصالح العام فإن ذلك من رضا الله، أما الذين يقدمون مصالحهم الشخصية على الصالح العام فإنهم على أتم الاستعداد لتحقيق رضا الشيطان الرجيم من أجل أهدافهم ومنافعهم الخاصة، ولذلك ينبغي على الذين مازال في قلوبهم ذرة إيمان وعقولهم ذرة تفكير أن يعودوا إلى خير الناس كافة ويكفوا عن أذية خلق الله مقابل مصلحة خاصة آنية أو طويلة الأجل، لأن ما عند الله خير وأعظم وأعم. في جلسة جمعتني مع أحد المثقفين الذين لا يعرفون إلا تحقيق المصالح الخاصة دار الحوار حول رهن النفس الرخيصة من أجل الشيطان الرجيم وأذية الخلق من أجل نيل الحظوة حسب تعبيره، فكان الرد عندي أقوى من سفه القول وأنبل من أصالة المعدن النقي، ولم أعد الاحظ كلاماً لذلك المتنفع كما كان قد بدأ الحديث معي عن المصالح الشخصية والغاية تبرر الوسيلة إلى آخر ما لديه من التبريرات العرجاء، فسألته عن رضا الخالق جل شأنه فانهار بكاءً شديداً من جور انحرافه وبعده عن رضا الله. إننا اليوم في أمس الحاجة إلى المزيد من التذكير بأهمية مكارم الأخلاق، وعدم مقابلة السوء بالسوء والميل المطلق إلى النصح الأمين الذي يحقق رضا الله والناس أجمعين، وسيظل الخيرون يقولون الحقيقة مهما كانت مرارتها لأن في ذلك خدمة للصالح العام، وتحقيقاً لخير الناس كافة بإذن الله. رابط المقال على الفيس بوك