البعض من الذين تربوا على الوهم والحقد والكراهية للآخرين واستباحة دماء وأعراض وممتلكات الناس، لم يعد في تفكيرهم غير الانتقام من أجل إرضاء غرورهم وفشلهم، فنجدهم يتمسكون ببعض المخدوعين الذين لم يكن في حساباتهم أن تصل البلاد إلى ما وصلت إليه جراء الدعوة إلى الفتنة والاحتراب, ويحاولون خداعهم من جديد من خلال تفسير ما قاله الشرفاء من أبناء الوطن في موضوع الفتنة، ويقولون لهم بأن ذلك القول مقصود به أنتم، أما نحن فلم نظهر في الصورة ولا يطالنا ما يقال لا من قريب ولا من بعيد, ويدفعونهم دفعاً من أجل ممارسة الانتقام لذواتهم الحاقدة وفشلهم الذريع. إن التربية على الفكر المنحرف الخارج على جوهر الإسلام الحنيف يخلق عناصر غادرة قاتلة لا تفكر إلا في الانتقام من الغير مستخدمة كل وسيلة شيطانية، والبعض من الذين تربوا على الحقد والكره للآخرين يدركون تماماً بأن ما يقولونه وما يفعلونه لا يتفق مع الإسلام عقيدة وشريعة، ومع ذلك يصرون على استباحة دماء وأعراض الناس، ويوغرون صدور المخدوعين بالتحليلات العدوانية والشيطانية والتلفيقات الجهنمية ضد الشرفاء من أبناء الوطن الذين يقولون الحقيقة ويوجهون النصيحة الصادقة والملتزمة بأمر الخالق جل وعلا:{واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا} صدق الله العظيم. إن ممارسة الكيد والدس الرخيص والنفاق الفاجر ضد من يقول الحقيقة ليس من صفات المسلمين المؤمنين على الإطلاق، بل إن من يقوم بهذا الدور المجوسي اللعين لا يعترفون إلا بالانتقام لفشلهم وذواتهم الشريرة، ونحن نقول لمن انخدع بكذب المزيفين والمخادعين: اتقوا الله في الناس واحذروا أقوال الأفاكين واعلموا بأن الله قد وصف الأفاكين بالفسق حيث قال:{يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين} وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم، ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم} صدق الله العظيم، فهل يدرك النمامون والواشون والمنافقون أن الله هو الحافظ وأن ما يفعلونه من الإفك والعدوان جريمة عقابها عند الله عظيم, نأمل ذلك بإذن الله.