كما قلت آنفاً لا شيء يبدأ صدفة أو يأتي صدفة ... وكل عمل يأتي بعد نية مسبقة به . فالنية وراء كل عمل، وييمكننا القول إن النية هدف ما ! . وعليها فلا يمكن أن يقوم شخص بعمل ما دون هدف له ، يأكل لهدف ، ينام لهدف ، يذهب للحمام لهدف ، نيته تسبق ذلك.. ولكن لا ينبغي أن تكون النوايا قياساً نحاسب به الآخرين ، فليس واجبنا أن نحاسب على النيات ، لأن النوايا أسرار القلوب فمن يمتلك مفاتحها إلا خالقها . ولذا كان حسن الظن أساس كل معاملة فلا نفترض سوء النيات ونحاسب غيرنا عليها وليس مطلوب منا أن يكون الجميع على مستوى واحد. الإنسان هو الأساس، ولم يخلق الله هذا الكون لخاطر أحد أو ميزة لأحد، خلقها للإنسان كل الناس قال صلى الله عليه وسلم : (( وإنما الأعمال بالنيات وأن لكل إنسان ما نوى )) وقال عليه الصلاة والسلام: ((إن العبد ليعمل أعمالاً حسنة فتصعد الملائكة في صحف مختمة فتلقى بين يدي الله فيقول: ألقوا هذه الصحيفة فإنه لم يرد بما فيها وجهي)) أو ما في معناه. وقال تعالى: ((لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلأنفُسِكُمْ وَمَا تُنفِقُونَ إِلاَّ ابْتِغَاء وَجْهِ اللّهِ وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ((: البقرة - الأية 272 وقال تعالى: (( وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ((: هود 118 وقال تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ ((: الحجرات - الأية 12 أخي .. أختي .. هنا تبدأ الأعمال بالانسجام وهنا لابد أن نعرف أنه لا عمل بلا هدف ، ولا عمل بلا نية .. مهما كانت أنت صانع تلك الأعمال ، ونياتك توجهها ، فحدد أهدافك ، و تذكر أن نياتك .. ظنك وقناعتك تصنعك ، حيثما أفكارك تقودك تكون ، فأحسن الظن بالله ،وأحسن النيات ، وغير تفكيرك ترى التغيير في حياتك.. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فيما يرويه عن الله عزّ وجلّ: ((أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء)) رواه أحمد. وهنا تبرز قوة قانون الجذب ، أنت صانع لحياتك ، فاصنعها كيف تشاء ، لاتقل كيف؟؟ فقط تذكر إيمانك يصنعك ... ونواياك تحددها القناعات ، والظن هو القناعة وجوهرها تصديق بجنان .. قول بلسان ..عمل بأركان ... وقال سبحانه : ((إنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (97)) النساء اللهم صل على محمد وعلى آل محمد دمتم بخير ... والتواصل مستمر بإذن الله .