اقتحم أكثر من 3500 مستوطن المسجد الأقصى في يوم واحد، بأوامر مباشرة من وزير الأمن القومي الصهيوني إيتمار بن غفير، في سابقة خطيرة تؤسس لوضع دائم. للمرة الأولى: صلوات يهودية تقام داخل المصلى المروانية ورفع العلم الاسرائيلي في قلب الحرم وسط غياب تام لحراس الأوقاف، ما يُعد إعلانًا فعليًا لتقسيم المسجد مكانيًا بين المسلمين واليهود. كما قاموا برفع العلم الإسرائيلي في باحات المسجد وغناء النشيد الوطني داخل الحرم، يؤكدان سيطرة رمزية وقومية صريحة على أقدس مقدسات المسلمين في القدس. التغيير الزمني والمكاني بات أمرًا واقعًا: بناء كنيس يهودي في الجهة الشرقية، وتحديد ساعات دخول المسلمين، مقابل إطلاق يد المستوطنين في الأقصى. الاحتلال يستخدم المناسبات الدينية والقومية لفرض "السيادة اليهودية" على الأقصى، بالتوازي مع تهويد الوعي وفرض وقائع على الأرض. عضو الكنيست المتطرف موشيه فيجلين قال: ان "الأوقاف كانت أول من أدرك الهزيمة".. في إشارة إلى انكفاء المؤسسات الرسمية عن حماية الحرم. وتاتي تلك التطورات وسط صمت عربي وإسلامي مدوٍّ رغم الانتهاكات غير المسبوقة، ما يشجّع المؤسسة الأمنية والسياسية في إسرائيل على الاستمرار في التهويد الكامل. التقارير الاستخبارية الإسرائيلية تعتبر هذا اليوم "نقطة تحول استراتيجية" في معركة القدس، تمهيدًا لحسم الصراع العقائدي حول المسجد الأقصى الرسالة الصهيونية باتت واضحة: السيطرة على الأقصى ليست حلمًا، بل خطة تمضي بخطى ثابتة، في ظل غياب الردع العربي والإسلامي.