ذلك المرض اللعين والخبيث - الذي يفتك بحياة الناس ويورث لهم في حياتهم الكثير من المعاناة والآلام والأرق، أجارنا الله وإياكم من ويلاته ونسأله لهم الشقاء - قضى على الأخضر واليابس من الموفور المالي عند أصحابه لتحقيق سفر للعلاج بدولة متقدمة في الطب وعلاج هذا المرض والذي عادة ما يكون ذلك المشروع بعد استفحاله وتمكنه في ظل صمت رهيب وفرجة من الدولة إلا من نشاط خيري لا يفي بتحقيق أدنى نسب العلاج وتكاليف الإقامة في المدن والدول التي يقصدونها، ومليارات الدولة تهدر والفساد تعج روائحه في كل صحيفة وقناة، فهل كُتب الشقاء على هذه الشريحة ليتزامن مع الحرمان وعزة النفوس لدى الغالبية منهم. تلك النشاطات التي نسمع عنها ولا نقبضها كمشروع الصريمة ومذيع القناة (1) في توسله للمغتربين. والله إنكم لمسئولون يوم القيامة عن هؤلاء إن كنتم تخافون ذلك اليوم أو بقي لكم مثقال ذرة من مسئولية ووازع دين. انظروا إلى رعيتكم عبر كل السبل التي أصبحت تنقل الخبر أولاً بأول من مراصدكم ومصادركم. فلِمَ لا تكونون في نفس الاهتمام لما يوصله المخبرون والوشاة من زخرف القول والوشاية من أن فلاناً سب فلاناً في رأس الدولة وأن.. وأن، وغيرها من التسريبات التي أصبحت مصدر عيش لهذه المصادر الأشبه بالذباب على الجيفة النتنة. أليس الله القائل: "يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه واتقوا الله إن الله توابٌ رحيم" صدق الله العظيم، الحجرات 12. إن لفتة تجاه هذه الشريحة مطلوبة بل واجبة أخلاقياً قبل أن تكون سياسياً ولتكن لهم سفرات كغيرهم ممن يحظى بحظوة الدولة والحكومة. أم أننا ننتظر منهم أدواراً في الساحات والخيام حتى يكونوا ضمن قوائم وكشوف العناية الحكومية?? عيب يا حكومة.. عيب.. وخصوصاً وزارة الصحة. أم أن مثل هكذا حالات لا تعنيكم في شيء.. فنحن لا نطلب منكم زهد عمر بن الخطاب الذي كان يتفقد رعيته في خلسة الظلام وبالتحسس المباشر لا عبر التقارير والهواتف والنقل المكذوب والمغلوط كما لا نعفي النظام السابق من هذا الإهمال. أخيراً نتمنى مراقبة مسببات مثل هذا المرض الفتاك سيما ونحن نسمع عن استيراد أدوية ومبيدات محظورة واستخدامها في الزراعة التي هي المصدر الأساسي لعيش المواطن اليمني.. أتصدقون لو قلنا لكم أن أسر مثل هؤلاء يعجزون عن شراء حاجيات المنزل، فكيف بتكاليف مرض فتاك لا يرحم.. فالله الله في رعيتكم أم أن الدنيا قد بعثرت معاها لكم وأصبح الخوف عليكم منها ولم تبقوا لنا إلا ذرف الدموع التي فاقت دموع الخنساء على أخيها صخر. أم أننا سنفاجأ ذات يوم بأنها مصدر أساس من مصادر الطاقة وكفى بالحليم الإشارة، ولأننا ممن أصابتنا هذه المعاناة وعرفنا عن قرب تبعات هذا المرض وويلاته، فليت لهم من القروض المنهوبة ما يبلسم جراحاتهم ويدخل البسمة ويرسمها على شفاههم ولو أن تحملنا أقساط تلك القروض فالمهم التفريج عن كرب الناس حتى تفرج كربكم يوم القيامة يوم لا ينفع مال ولا بنون. * المنتصف نت