في موفنبيك رسموا، بحماسة هادي وفطنة المشترك ال"أغبى من الوتد" وسبات شعب موفنبيك، خرائط طرقات للميليشيات لتتقدم لاجتياح المدن الصغرى فالكبرى. بدلا من ان يذهبون بالدولة إلى صعدة، بالتعويضات والخدمات وإعادة الإعمار، جاءوا بالحوثيين إلى العاصمة باسم حوار يعيد تعريف اليمنيين طائفيا وجهويا، ويوزعهم، دستوريا، على مزارع يحتكرها أمراء حرب ومراكز نفوذ قبلية وعسكرية وتجارية. بدلا من الذهاب بالدولة إلى لحج وعدن والضالع وابين وحضرموت وشبوة والمهرة انهاء للمظالم وإعادة الاسماء الى مسمياتها والمسرحين إلى وظائفهم والمختفين قسريا إلى ذويهم، شجعوا على تأسيس مكون حراكي جديد ضدا على المكونات الوازنة هناك، ثم جاءوا به الى العاصمة قبل ان ينقلبوا عليه ويفرخوا من داخله مكونا أجد يتلاعبون به ويمررون عبره ما يصفونه بالحل العادل للقضية الجنوبية، معبدين بذلك الطرقات للجماعات الراديكالية والتقليدية لتستقطب الشارع المخذول. فعلوا كل ما يتوجب فعله لتفادي اتخاذ قرارات تنتصف للمظلومين وتنتصر لقيم ثورة فبراير 2011 الشعبية السلمية الوطنية. ثم انغمسوا في مشاريعهم التسلطية التحاصصية التقاسمية التقسيمية بينما كان الحوثيون يتقدمون من اقصى الشمال بالتحالف مع صالح الذي استثمر جيدا الالتهاب في عصب الدولة اليمنية؛ الجيش الذي اخفق هادي، بما هو القائد الأعلى الجديد، في تغيير ولاء قادته رغم حديث الهيكلة والتبجيل المحلي والدولي للهيكلة بما هي جواز المرور إلي موفنبيك دون تهيئة للحوار! في 2013 وضعوا اليمن في سكة الحرب الأهلية بمشاريع التفتيت والتفكيك والتقاسم والتقسيم والتمديد. في 2014 تقدم الحوثيون إلى عمران ثم اطبقوا على العاصمة، عاصمة اليمنيين. ومن العاصمة سيطروا على محافظات الغرب والوسط نزولا إلى مشارف تعز. في 2015 انهوا سلطة المربعات الأمنية في العاصمة، وواصلوا فتوحاتهم بالتحالف مع "عصب الدولة" اليمنية، وفي الأثناء تقدمت القاعدة باتجاه المكلا عاصمة حضرموت، وتغلغلت في محافظات عديدة استعدادا لقطف ثمار الفشل السياسي والحماقة الحوثية وتحصيل الفاقد من المال والعتاد والعداد، من اطراف القتال المستعر الآن، الذين ستنهكهم الحروب الداخلية عما قريب. بشروا اليمنيين ب"يمن جديد"، وروج المبعوث الأممي السابق ل"معجزة يمنية" قال إن اليمنيين بقيادة هادي اجترحوها. والآن فإن المبشرين جميعا غادروا اليمن مخلفين وراءهم فوضى وحروب وميليشيات من كل صنف ومذهب. وبات اليمنيون في حاجة لمعجزة تنتشلهم من مستنقع الحرب الأهلية التي يسعرها تحالفان متناغمان: تحالف الحرب الداخلية الذي يمارس سياسة الأرض المحروقة في تعز وعدن ومأرب ، وتحالف حرب الخارج، ومعهم "الشرعية" الغائبة في سباتها الهني، الذي يظهر انه يقصف طبقا للاحداثيات التي ينقشها التحالف الأول في جسد اليمن!