( مجرد توضيح لجدتي التي انتقلت إلى العالم الآخر وهي تحلم بالثورة) أولئك الذين كانوا خدماً مطيعين في دولة السيد الجُرافي وجرفوا المليارات هم الثوار اليوم يا جدتي وهم أسياد الثورة. أولئك الخدم الذين كانوا في رأس وقلب نظام دولة الجرافي هم اليوم يا جدتي رأس وقلب الثورة. أولئك الذين كانوا يزحفون زحفاً على ظهورهم وعلى بطونهم كيما يرضى عنهم السيد الجرافي ويسمح لهم بالزحف على بقعةٍ من الأرض في عدن أو على تبةٍ من التباب في صنعاء. هم اليوم يا جدتي وراء الزحف على الثورة. أولئك الخطباء المفوّهون الذين كانوا يخطبون ويشيدون بعدالة دولة السيد الجرافي هم اليوم يا جدتي خطباء الثورة. أولئك الذين لمّعوا حذاء السيد الجرافي بحبر أقلامهم ومداد ألسنتهم. هم اليوم يا جدتي لسان حال الثورة. أولئك الذين مدحوا حذاء الجرافي بقصائدهم. هم اليوم يا جدتي شعراء الثورة. لكن أولئك الذين خدموا ومسحوا أحذية خدم الجرافي وحملوا الأحذية على رؤوسهم فهم اليوم يا جدتي حملة مشاعل الثورة. أما أولئك الذين كانوا في خدمة خدم خدّام الجرافي. أولئك الذين انبطحوا وزحفوا وتمرّغوا بوحل أحذية خدم الخُدّام أولئك الذين كانوا يزعلون مني، ويغضبون عليّ، ويخاصمونني لأنني أنتقد نظام السيد الجرافي. فهم اليوم يا جدتي ضمير الثورة، وهم من يُزايدُ عليّ تصوّري يا جدتي: لم أعد أخرج من البيت هذه الأيام خوفاً من أوغاد وبلاطجة الثورة.