حكومة الوفاق التي استبشر بها المواطن خيراً عند تشكيلها، اتضح أنها حكومة الإخفاق وبامتياز. فغالبية الوزراء المتقاسمين هم، إما من أولئك الذين خبرهم الشعف وزراء فاسدون (لهطوا) الشعب الملايين خلال السنوات السابقة، وإما وزراء جدد ليس لهم (خبرة) لكنهم في عجلة من أمرهم لتكويش أكبر قدر من المال، يساعدهم وكلاء مخضرمون في السرقة والفساد. ولذا نراهم ينشطون دون هوادة في ترتيب أوضاعهم المالية، فالزمن يجري ولم يتبق سوى سنة وأشهر معدودات لبقائهم على كراسي الحكم. أحد هؤلاء الوزراء دخل وزارته رافضاً أي استقبال أو حفاوة من قبل وكيل وزارته، غير أنه سرعان ما صار يشيد بالوكيل، بعد أن اقترح له سيارة ولعائلته سيارة أخرى، مع إيصال رزم من فئة الألف ريال أسبوعياً إلى منزله، مستحقات لا يعلم الوزير نفسه مقابل ماذا؟! وزير آخر وإن كان له باع كبير في الفساد ولا يحتاج لوكيل يرشده، فقد دخل صفقة مخالفة للقانون جنى من ورائها ملايين الدولارات بالاشتراك مع أحد المحافظين الجدد، معتبراً أن المناقصات سلوك بيروقراطي يعطل العمل. أما عن الوزير الذي لا يفقه في شأن وزارته ومجال عملها شيئاً، فذلك وحده كارثه وهو أُس الإخفاق ولبّه.