مساحة تعز في خارطة الفلتان الأمني تتوسع شيئاً فشيئاً، مع انتشار الأسلحة بصورة مفزعة ومتعمدة، كأنما تسعى قوى الشر الخفية إلى تحويلها إلى قندهار أخرى. عندما تصبح الأسلحة والقنابل في متناول الأيادي كالطماطم والبطاطا يصبح العبث بأرواح الناس أسهل من شرب الماء، ويصبح الفلتان الأمني مارداً يصعب تقويضه. ثقافة العنف والسلاح والعصبية تجعل من الفلتان الأمني لعبة من لا لعبة له، وجهل من لا عقل له. الأسلحة صارت في متوافر الصغار والكبار، وصار بإمكان فرد في لحظة غضب أن يلقي بقنبلة في سوق مزدحم من فوق دراجة نارية فيحصد عشرات الأرواح البريئة. محافظة تعز هي ثاني أكبر محافظة من حيث عدد السكان، ونشر السلاح فيها أصبح هدفاً بحد ذاته منذ العام الماضي، حيث تم نشر الأسلحة في المحافظة بصورة مباشرة وغير مباشرة من خلال دعم الجماعات المسلحة صغيرة وكبيرة، ودعم النافذين والمتصارعين عن بعد من أحزاب وأفراد وجماعات، وإيقاظ النزعات قبلية أو حزبية أو سياسية. تمددت تجارة العنف ونشر السلاح، والعصبية على حساب ثقافة المدنية لتعز التنويرية والحضارية. ضاقت المدنية شيئاً فشيئاً، ازداد الفلتان الأمني مع تناقص الواقع المدني، وزرع بذور الفتن بين الأحزاب والجماعات المختلفة في تعز. الوقت ليس لمصلحة أحد؛ إما أن يتخلى الجميع عن نزعاتهم وولاءاتهم الضيقة ويندمجوا في حزب تعز فيتخلصوا من ألاعيب قوى الشر الفلتانية، ويخلصوا المدينة من لعنة انتشار السلاح وتعود تعز المدنية أو يتم الزج بهذه المدينة في أتون الجاهلية الأولى من نشر السلاح والعصبية وإثارة الفتن. كونوا من حزب تعز وتناسوا خلافاتكم حتى لا تكون تعز لعبة سهلة بيد شياطين الفلتان الأمني. كونوا من حزب تعز وأعيدوا تعز إلى ما كانت عليه من الأمن والأمان، ولا تسمحوا لشياطين الفلتان أن يستثمروا انتشار السلاح ليحولوها من نور إلى نار وليجعلوا من واقعها ناراً تحرق بعد أن كانت نبراساً يهدي الحائرين. طالما كانت مدينة تعز تفاخر به مدن الجمهورية بأنها وبلا سلاح المدينة الوحيدة التي يتعارك فيها الناس بأياديهم فلا ترى قطرة دم واحدة، فكيف انتشر السلاح في هذه المدينة بهذا الشكل المهول؟ ولمصلحة من انتشر فيها اليوم الوباء والطاعون المستشري؟! وكيف تحولت تعز إلى ملعب يمارس فيه شياطين الفلتان الأمني هواياتهم؟! حسبنا الله ونعم الوكيل.. عطروا قلوبكم بالصلاة على النبي.