قيمة ميثاق الشرف الذي أجمع عليه أبناء تعز، إنه يمثل سُنة حسنة من ساهم في استمرارها فكأنما سَن سُنة حسنة له أجرها وأجر من عمل بها، لا أقول في تعز بل في اليمن بأكملها. وشاع مؤخراً عبارة: (انشرها ولك الأجر) لدرجة أننا صرنا نرى من يظن أن تلك العبارة يمكن إدراجها على أي نشر بما في ذلك نشر الفلتان الأمني. قبل أيام تفاجأنا بصورة متفائلة منتشرة في الفايسبوك يلقي فيها القبائل أسلحتهم أرضاً، وتبدو فيها أمامهم أكوام مكومة من الأسلحة، ونادى ناشرو الصورة بضرورة الاقتداء بهذا التصرف الحضاري من بقية القبائل، ولم تكتمل الفرحة إذ دخل أحد الإخوة معلقاً: “يا جماعة هؤلاء يطرحون بنادق عدال”، يعني يمارسون طقساً قبلياً لا علاقة له بالتخلي عن السلاح. ومعروف أن عدد الأسلحة في اليمن ثلاثة أضعاف عدد السكان، وأن معدل انتشار السلاح زاد خلال العام الأخير عشرات المرات، ووصل الحال - كما قال أحد الإخوة - إلى أن عمران تمدنت وتعز تسلحت، وازدادت حوادث القتل والتقطع والاعتداء على الأراضي، وصرنا نرى أطفالاً يحملون قنابل ومسدسات، وما أقبح الجهل والسلاح إذا اجتمعا..! هذه المرة كانت تعز صاحبة المبادرة، ميثاق شرف وعهد أمام الله ألا تسفكوا دماءكم ولا يبيح بعضكم دماء بعض وأن تقفوا جميعاً صفاً واحداً في مواجهة كل عابث بحرمات الناس ودمائهم، وكل من يسعى في خراب تعز أياً كان شخصه أو قبيلته أو جماعته أو حزبه أو انتماؤه، وأياً كانت الشعارات التي يرفعها، لا يحق لأي شخص كان تحت أي مسمى أن يعبث بأمن تعز. لا مبدأ إيماني ولا يماني لمن يكون سبباً في نشر الفلتان الأمني. لا للفلتان تحت أي غطاء كان. ومثل هذا الميثاق الجميل يذكرنا بالأخلاق اليمنية الأصيلة التي تذكرنا بميثاق كان يسويه القبائل اليمنيون الأوائل، كان ينص على أن “السوق مهجر”، ومعناه أن من افتعل أية مشكلة في أي سوق فعليه أن يدفع ثمن عملته أياً كان، فالسوق له حرمته، ومعروف أن تعزالمدينة عبارة عن سوق كبير يأتي إليه الناس من كل الضواحي المحيطة بها، وبالتالي يجب أن يكون هناك ميثاق يحفظ أمن الناس ودماءهم وأراضيهم وممتلكاتهم من الاعتداء والعبث. اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي.