نقلت عملية تحرير محافظة شبوة من سطوة ميليشيات الحوثي وحلفائهم الحملة التي تشنها القوات اليمنية الحكومية، بدعم من التحالف العربي، إلى مرحلة الحسم لما تكتسبه المنطقة من أهمية على الصعيدين المعنوي والمادي. فاستعادة المحافظة يؤكد دحر الميليشيات المتمردة من كافة المناطق والمحافظات الجنوبية، الأمر الذي يعطي دفعا معنويا للقوات الشرعية والمقاومة في حملتها الرامية إلى إعادة الغرب والشرق اليمنيين إلى السلطة الشرعية. إلا أن أهمية هذا الانتصار لا تقتصر على الجانب المعنوي، بل تشمل، في الوقت نفسه، الواقع الميداني، لما يشكله الموقع الجغرافي لشبوة من أهمية استراتيجية، فهي تقع على مفترق طرق بين شرق اليمن وغربه ووسطه. فشبوة تقع شرق العاصمة صنعاء، وتحدها من الشرق والشمال أجزاء من محافظة حضرموت، ومن الجنوب بحر العرب، ومن الغرب أجزاء من محافظة مأرب ومحافظة أبين ومحافظة البيضاء، ومن الشمال مأرب. وبالإضافة إلى أن تحرير شبوة فتح الطريق إلى العاصمة بما أنها تعد أحد أبرز البوابات إلى صنعاء، فإنه أمن الإمداد العسكري من البحر والبر على حد سواء للمقاومة، لاسيما بعد استعادة منفذ الوديعة الحدودي مع السعودية. وفي القوت نفسه، قطع الانتصار خطوط الدعم للميليشيات المتمردة عبر إغلاق الممرات التي تستخدمها للتنقل ونقل الامدادات البشرية واللوجستية والعسكرية، وبالتالي مكن القوات الشرعية والمقاومة من تضييق الخناق على المناطق الغربية. وجردت عملية تحرير شبوة، وعاصمتها عتق، قوات الحوثي وحلفائهم المتمردة من ورقة دعم مالي مهمة، فالمحافظة تضم أكبر شركة لتسييل الغاز في اليمن، و3 حقول نفطية تنتج 50 ألف برميل يوميا على الأقل. وبعد هذا الانتصار الاستراتيجي الذي جاء ضمن سلسلة مكاسب في الجنوب، باتت القوات الموالية للشرعية على وشك إطلاق عملية عسكرية تحرر صنعاء في ضربة قد تكون القاضية للميليشيات المدعومة من النظام الإيراني.