عبدالعزيز المقالح مجهد بدنيا وصوته خافت كما يطلعنا الشاعر والروائي اليمني علي المقري في هذا المنشور المغمس بالحزن والحب. لا غرابة! عندما يختطف الميليشياويون الظلاميون والعصبويون "اليمنيين" وعندما يصير "اليمن" ميدانا ل"صدام الجهالات"، ما الذي يمكن أن يكون عليه حال "الدكتور" غير ما يصفه المقري في منشوره؟ المقالح أحد رواد المشروع الوطني بمعزل عن أية تباينات في ماهية هذا المشروع والتصورات المستقبلية بشانه. هو علم من أعلام اليمن المعاصر، وعلامة على "وطنية يمنية" تأججت في الخمسينات وتألقت في الستينات، وهي الآن تقصف من البر والجو والبحر من الأعداء جميعا، في ما يشبه تصفية ثأرات بايتة، بدعاوى "ثورجية" وأخرى "شرعية". كيف لا يكون المقالح، وهو أحد رموز هذه "الوطنية اليمنية"، متعبا؟ *** المقالح ليس مبدعا يمنيا فحسب. هو مدرسة ابداع، مدرسة رحيبة تخرج منها الآلاف ممن عرفوه من قريب، انسانا رهيفا حساسا أنيقا متسامحا مترفعا، وممن عرفوه مبدعا ومثقفا وطنيا تقدميا عبر أشعاره ومؤلفاته ومقالاته التي صاغت وجدان اليمنيين من أجيال مختلفة. هذا "اليمني" الإنسان خاض معارك في الفكر والأدب والسياسة، وأنطلقت السهام الناقمة من جهات وجبهات متعددة تستهدف النيل منه واستدراجه من درب الخلق والإبداع إلى أزقة النميمة والدس والتكفير والتخوين، لكنه يتابع بروية الحكيم ورهافة الشاعر ورشاقة الملاح، رحلته الإبداعية المرصعة بالروائع في مختلف المجالات. كن بخير يا دكتور من أجل اليمن ومن أجل تلاميذك الذين يحفرون في جدار التخلف والظلامية والظلام من أجل ثغرة ل"النور" الذي تنشده منذ عقود. كن بخير أيها المعلم الإنسان، من أجل اليمن الغارق بالظلمات والظلام، المحاصر من الظلاميين. اليمن الذي لا يحتمل خسرانك الآن. من أجلنا، نحن الذين لم تسعفنا ملمات هذا الزمن الرديء، زمن الجوف الصغار، لنستجمع انفاسنا فنعبر لك_ إن اسعفنا الكلام_ عما نكنه لك من حب وتقدير وعرفان.