العيد على الأبواب، وعشرات الآلاف من الجنود والضباط محرومين من مرتباتهم حتى اللحظة، بحجة وجود لجان صرف شكلها الحوثيون، وتم توزيعها بالقرب من بعض جبهات القتال، بعض الجنود ابلغوا أن لجنة صرف مرتبهم في صعدة، ليُجبروا للذهاب الى هناك، ومن ثم يتم الدفع ببعضهم او استقطاب البعض للاشتراك في الحرب. الجميع يعرف أن مختلف ألوية الجيش تضرب، وغادر الكثيرون مواقعهم، كما أن الكثير منهم من مناطق فيها صراع وحروب أهلية واضطروا للعودة الى مدنهم وقراهم ليكونوا بالقرب من أسرهم، وكان يفترض أن ترسل مرتبات الجميع دون استثناء عبر البريد أو اي وسائل أخرى، لا ان تشكل لجان في مواقع ومحافظات بعيدة لنهب مستحقاتهم، فالقائمون على اللجان يعرفون أن الجندي وبحسبة بسيطة سيترك مرتبة للصوص الجدد لأن تكاليف ذهابه لاستلام مرتبة تساوي ضعفي المرتب على الأقل، وبالتالي فإن سرقة المرتبات هي الهدف الحقيقي من تشكيل تلك اللجان، إضافة الى الدفع بالبعض الى الجبهات. تواصل معي الكثير من الضباط الجنود واشتكوا من عبثية لجان الحوثي، والوقت الحرج الذي تم تشكيلها فيه، وحتى لا يكون كلامي مرسلاً سأتحدث عن أحد الأمثلة، اللواء 101، هذا اللواء كان في منطقة البُقع، تعرض المعسكر لضربات جوية من تحالف العدوان، واكمل الحوثيون المهمة حيث حاصروا المعسكر وطلبوا من الجنود مغادرته، ومن ثم استولوا على كل مخازن الأسلحة والمعدات العسكرية التي لم تتضرر من القصف، بحجة الاستفادة منها في المجهود الحربي، حجتهم فعلاً منطقية، فبقاء المخازن في أماكن معروفة يجعلها هدف سهل للعدوان، بعد ذلك غادر الجنود والضباط الى قراهم ومحافظاتهم، ومع اقتراب العيد وصدور توجيهات بصرف المرتبات بشكل مبكر شكل الحوثيون لجنة لصرف مرتبات اللواء، اللجنة مقرها في صعدة، والجنود كل منهم في محافظته، وحتى أتأكد من صحة تلك الروايات أخذت رقم أبو.....مسؤول صرف مرتبات اللواء 101، واتصلت به، وسألته: لماذا تشكيل لجنة في هذا الوقت؟، ولماذا لا ترسلون مرتبات الجنود من صنعاء مباشرة عبر مكاتب البريد الى محافظاتهم مباشرة لتريحوا الجنود وتخففوا من معاناتهم؟، قال لي: هذه توجيهات ولا دخل لي بها، قلت له: هل تعلم أن الجندي وبالأخص من المحافظات البعيدة يحتاج الى ضعف مرتبه كمصاريف سفر وأكل وشرب ومبيت حتى يصل الى صعدة؟، قال: والله يا أخي أنا ما لي دخل هذه توجيهات، وانتهت المكالمة. ارحموا الجنود والضباط يا أنصار الله واصرفوا مرتباتهم، فالعيد على الأبواب، وبعد العيد يمكن دراسة كيف يعاد تجميع الجنود وترتيب أوضاع معسكرهم بحسب الظروف والحاجة والإمكانات، وبشرط ان لا يكونوا هدفاً سهلاً لطائرات العدوان. من اراد القتال معكم سيقاتل، فلا فائدة من اذلالهم بمرتباتهم، واجبارهم على الذهاب للجبهات، أو الحضور الى المعسكرات وتجميعهم ليكونوا هدفاً سهلاً لطائرات العدوان، ويكفي المآسي التي حدثت في الأمن المركزي والقيادة العامة في صنعاء، واعرفوا أن الكثير منهم رفضوا الذهاب الى صعدة لاستلام مرتباتهم، وتركوها لكم وهم في أمس الحاجة اليها هم وأسرهم، لكنهم يدعون عليكم ليل نهان بأن يُحبط الله اعمالكم، وتلك الأموال المرتجعة من المرتبات –اذا ما استوليتهم عليها بحجة تغيب الجنود- هي سُحت وحرام وستكون نكالاً عليكم اذا لم تعيدوا النظر في لجانكم وترسلوا مرتبات الجنود الى محافظاتهم، فلا يعقل أن يقوم مجهودكم الحربي على المال الحرام ومرتبات أفقر فئة داخل المجتمع، وكيف تتوقعون نصراً وانتم تسرقون مرتبات جنود وضباط قواتنا المسلحة والأمن؟.