الكثير منا- نحن اليمنيين- طالبنا الحوثيين وحليفهم صالح بالقبول بالقرار الأممي بعد صدوره في بداية الحرب وقبل وصول البلد الى كل هذا الدمار. وكنا قد طالبناهم قبل الحرب بالتوقف عن اقتحام المدن والمحافظات، وطالبناهم بالتوقف عن الاستيلاء على مؤسسات الدولة وتقويض دولة اليمنيين الهشة، وطالبناهم بالتوقف عن إتعاس وتدمير حياة اليمنيين أكثر مما هي تعيسة ومدمرة، لكنهم أبوا واستكبروا وجلسوا "يكعّروا" فوق أخوانهم اليمنيين، وفوق المدن اليمنية التي هي مدنهم هم أيضاً، وهم يطلقون الرصاص و"يزوملوا": "مانبالي مانبالي مانبالي، واجعلوها حرب كبرى عالمية"! لكن كل البشر يبالون مهما بلغت قوتهم ولامبالاتهم. ومن لا يبالي حين يطلق الرصاص على الآخرين، سيبالي رغماً عن أنفه حين يأتي آخرون ويطلقون الرصاص عليه.
لكن موافقة الحوثيين وصالح على تنفيذ القرار 2216 تظل خطوة صحيحة وموقفاً إيجابياً حتى وإن تأخر وحتى بعد أن أوصلتنا مغامراتهم وحروبهم مع حروب السعودية وسياساتها الكارثية في اليمن الى هذا المستنقع وكل هذا الدمار. لقد اقترف الحوثيون وصالح الخطأ تلو الخطأ والخطيئة بعد الخطيئة وهم لا يبالون. لكن حتى هذه الجماعة، التي أوغلت في الأخطاء والخطايا التاريخية وتغوّلت ضد اليمن واليمنيين في لحظة ضعف وهشاشة وطنية غير مسبوقة، يمكنها أن تتوقف وتتراجع عن أخطائها في أية لحظة، ويمكنها أن توقف مسار استمرار وتعاظم الكارثة، إنْ صدقت في قرارها وأخلصت النية طبعاً. ورغم أنه لم يعد لدينا تفاؤل بما يكفي للقول إن الفرج قد يكون قريباً، إلا أننا نتمنى أن تكون موافقة الحوثيين وصالح على القرار 2216 صادقة وأن تساعد المجتمع الدولي على الضغط على السعودية لإيقاف الحرب والذهاب الى طاولة الحل السياسي التي لابد أن تجلس عليها كل الأطراف مهما طالت الحرب.
- طيب، وإذا لم يكن الحوثيون وحليفهم صالح صادقين في موافقتهم على القرار؟ * سيمنحون السعودية الرافضة لإيقاف الحرب الفرصة التي تحتاجها للتملص من الضغوط الدولية، لكي تواصل حربها حتى تدمير كل شيء في اليمن لم يتم تدميره بعد. - وبعدين؟ * وبعدين، باتسمع حينها مثل شعبي جديد يقول: اللي ما يرضى بالقرار 2216 "مكعَّل" يرضى به "مدبَّل".. ومُجَنَّح كما