نقلت مجلة "ذا إيكونوميست" عن الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي ولي العهد السعودي، قوله إن قراراً بشأن طرح أولي لأسهم أرامكو سيصدر خلال بضعة أشهر. وأشارت المجلة إلى أن ولي ولي العهد السعودي عقد اجتماعين في الآونة الأخيرة بشأن احتمال طرح أسهم أرامكو. ونقلت عن مسؤولين أن الخيارات تتراوح بين إدراج بعض أسهم شركات تابعة لأرامكو وبيع أسهم في الشركة الأم. ويرى الأمير محمد بن سلمان أن "الإدراج سيجعل الشركة أكثر شفافية". الإدراج يصب في مصلحة السوق السعودية وفي مصلحة أرامكو
السعودية تفكر في طرح أسهم أرامكو للاكتتاب العام، وهي الشركة الحكومية التي تعتبر أكبر منتج للنفط في العالم، وعلى الأغلب صاحبة أكبر تقييم بين الشركات في العالم. الأمير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد السعودي، أكد للصحيفة "ذا ايكونوميست" أن القرار سيتم اتخاذه خلال الأشهر القليلة المقبلة. وقال الأمير بن سلمان: "شخصيا أنا متحمس لهذه الخطوة"، مضيفا "أعتقد أنها في مصلحة السوق السعودية وفي مصلحة أرامكو". هذا الإدراج المحتمل يأتي في الوقت الذي تتعامل فيه الحكومة مع الدمار الذي خلفه انخفاض أسعار النفط عن 35 دولاراً على الاقتصاد، إضافة إلى التوترات المتصاعدة مع خصمها إيران بعد إعدام نمر باقر النمر مطلع يناير. إنها خطوة من الخطوات التي يمكن اتخاذها ضمن خطة طموحة لموازنة الميزانية وفتح اقتصاد الدولة المقفل. وأدلى الأمير محمد بن سلمان بهذه التصريحات في أول مقابلة له تم توثيقها في الرابع من يناير، والتي تطرق فيها لمواضيع واسعة من المخاطر الجيوسياسية في المنطقة إلى جهوده لدعم إصلاحات اقتصادية جوهرية في المملكة. قام الأمير محمد بن سلمان بعقد اجتماعين مؤخرا على نطاق رفيع حول إمكانية طرح أسهم أرامكو للاكتتاب. ويقول المسؤولون إن الخيارات التي تتم دراستها حاليا تتراوح بين طرح بعض وحدات أرامكو في مجال البتروكيماويات وغيرها من الشركات العاملة في قطاع عمليات المصب، إلى بيع أسهم في الشركة الأم التي تضم النشاط الأساسي بإنتاج الخام. المسؤولون يذكرون أن أرامكو تقدر ب"تريليونات الدولارات"، ولكنها واحدة من أكثر شركات العالم سرية، ولا تفصح عن أي بيانات حول إيراداتها، وتقدم معلومات محدودة حول احتياطياتها. الإدراج سيجعل أرامكو أكثر شفافية الأمير محمد بن سلمان يقول إن إدراج الشركة سيجعلها أكثر شفافية. الدبلوماسيون يقولون إن المستثمرين بدأوا بالاطلاع على التفاصيل المحتملة. يدور الحديث عن طرح حصة من الشركة بداية في السعودية – حصة تقدر بخمسة في المئة. مع مرور الوقت قد يتم زيادة ذلك، مع أن المملكة ستحافظ على زمام التحكم في الشركة. عمليات التنقيب عن النفط وإنتاجه تبقى هي الأكثر جاذبية للمستثمرين. عند 261 مليار برميل، فإن احتياطيات أرامكو المعلنة توازي نحو عشرة أضعاف تلك التي لشركة إكسون موبيل، وهي أكبر شركة خاصة للنفط في العالم. أرامكو أيضا هي واحدة من أقل منتجي النفط في العالم من حيث التكلفة، والفضل يعود لسهولة استخراج النفط في السعودية. وفي الحديث حول إيران، دافع الأمير محمد بن سلمان عن قرار السعودية قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران في الثالث من يناير الماضي بعد أن لحقت النيران بسفارة المملكة في طهران بسبب المحتجين ضد إعدام النمر. ولكن الأمير نفى وجود خطر من المواجهة المباشرة قائلا "اندلاع حرب بين السعودية وإيران هو بداية لكارثة كبيرة في المنطقة"، مضيفاً: "بالتأكيد لن نسمح بذلك". منذ أن تولى الأمير محمد بن سلمان رئاسة وزارة الدفاع، والمجلس الأعلى للشؤون الاقتصادية والتنمية، قبل نحو العام، فإن استعراض قدرة المملكة على الصعيد الجيوسياسي تزامن مع خطط لتنفيذ تغييرات اقتصادية واسعة النطاق في السعودية. تتضمن هذه الخطط إزالة الدعم تدريجيا عن الكهرباء والمياه والإسكان، والبحث عن دور أكبر للقطاع الخاص في قطاعي الصحة والتعليم، وفرض ضريبة قيمة مضافة ب5% على السلع غير الأساسية، ودراسة تخصيص جزئي أو كامل لأكثر من 12 مؤسسة منها الطيران الوطني وشركات الاتصالات. وعند سؤاله عما إذا كانت المملكة تواجه ثورة من التغييرات كتلك التي أقدمت عليها رئيسة وزراء بريطانيا مارغريت تاتشر، قال الأمير محمد بن سلمان: "بكل تأكيد". لمتابعة قناة براقش نت علّى التيليجرام https://telegram.me/barakishnet