بعد استماعي لبلاغ اللجنة الفنية للتحضير للحوار الوطني, تأكد لي صوابية موقف رضية المتوكل وماجد المذحجي الذين علقا عضويتهما في اللحنة الأسبوع الماضي. اللجنة الفنية أظهرت تبعيتها للقوى الحزبية المؤثرة التي قررت بتسهيل وإخراج جمال بن عمر, الاستحواذ على النصيب الأكبر من قوام المؤتمر المرتقب, وما تبقى من أعضاء اللجنة, بمن فيهم الحوثيون والمحسوبون على الحراك, صدقوا وبصموا..
مؤتمر الحوار الوطني سيأخذ كما تؤشر بلاغات اللجنة الفنية طابعا مهرجانيا ينتهي بإعلان قرارات مسلوقة خارجة, تماما كما حدث عند تحديد الحصص التي صارت في عرف اللجنة مهمة صعبة المنال (هكذا تقول اللجنة المناط بها التحضير لواحد من أهم الاستحقاقات في التاريخ اليمني كما يقولون).
اللجنة الفنية باتت بائسة وخائرة وعديمة الملامح جراء هيمنة الحرس القديم عليها, وتنمر جمال بن عمر على أعضائها حتى أنه يظهر لليمنيين والمعلقين الأجانب كمندوب سام يقرر ما يجب وتتولى اللجنة الفنية تمرير قراراته بكل صفاقة وخفة.
رضية المتوكل وماجد المذحجي قدما لنا بموقفهما النبيل والمسؤول خدمة جليلة فموقفها أجلى الكثير مما غام على اليمنيين؛ فهناك من ينصاع ومن يجبن ومن يتملق ويتجمل على حساب المصلحة الوطنية, وهناك من ينتصر للحق والاستقلالية والسيادة وللعدل وللسلم الاجتماعي دون ضجيج أو طنطنة.