زادت حمى البيانات والبرقيات التي يتلقاها رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي بمناسبة القرارات التي اتخذها مؤخراً وتخص المؤسستين العسكرية والأمنية فلم يتبقى بحسب بعض المتابعين سوى المقاوته واصحاب الباصات لم يرحبوا بالقرارات أو انهم لم يتمكنوا من طباعة بياناتهم . ورغم ان القرارات الجريئة التي اتخذها الرئيس هادي والمنبثقة عن الجهود التي تبذلها اللجان الوطنية المتخصصة والتي تعمل منذ مدة بالاستعانة بخبراء أجانب على مستوى عال لاعداد دراسة علمية لهيكلة القوات المسلحة والأمن ، إلا ان البعض قلل من أهمية كل تلك البيانات المرفوعة لرئيس الجمهورية بهذا الشأن . ويرى البعض ان اعطاء هذه المسألة التي تعد من الأمور الروتينية التي يجب ان يتخذها الرئيس هادي في سبيل الخروج من الأزمة وترجمة للمبادرة الخليجية وتمهيداً لبدء اعمال الحوار الوطني المنشود كذلك ، يرى ان البيانات والتهاني التي شملت المدنيين والعسكريين تظهر وكأنها الأمل الذي نشده الشعب ومثلت تلك القرارات ثمرة الثورة الشبابية الشعبية وربما يعتقد البعض انها كانت الهدف الوحيد من مؤتمر الحوار الوطني الشامل . ولا يختلف اثنان انها بطبيعة الحال قرارات جريئة كان يجب ان تتخذ مبكراً لولا الحرص على ان تكون قرارات هيكلية بشكل علمي ومدرس وهو ما تم بالفعل لكن لايزال هناك الكثير فمشاكل اليمن لم تحل باتخاذ هذه القرارات . الخشية كل الخشية من أن تقضي الفرحة المبالغ فيها بهذه القرارات على الفرحة التي ننتظرها جميعاً والمتمثلة في نجاح الحوار الوطني الشامل وحدوث تغيير ملومس في حياة المواطن البسيط الذي لايسعى الى السلطة وانما يريد تأمين حياة كريمة يتوفر فيها الغذاء والدواء والتعليم وتحسين الوضع المعيشي عموماً.. الخشية ان تكون ابرز نتائج الحوار المرتقب الانفصال نتيجة ما يحدث في الجنوب ومن بعض القيادات الجنوبية في ظل صمت عجيب من الداعين للحوار واولئك الذين تقع على عاتقهم مسئولية حماية الوطن ووحدته واستقراره . الخشية ايضا ان ما جرى من تغييرات حتى اليوم واتساع في رقعة المطالبين بالانفصال قد يكون ترتيب من مهندس متمرس يسعى لتحقيق الانفصال باستحياء ودهاء في الوقت ذاته .