في 21 مارس 2011م أعلن علي محسن انشقاقه على صالح ببيان صاخب حمل رقم واحد ثم تلته بيانات تمعن في تكريس الانبهار بالدور الجديد الذي ما زال يلعبه (حامي الثورة الشبابية السلمية)، وفي 3 مارس 2013م يعلن المواجهة مع الرئيس هادي، بعد عامين يقف محسن بين رئيس سابق ورئيس لا يمكن المضي قدماً بخططه دون الحماية والدعم ضمن ثقة مكتملة البناء. في البيان الأول كان يختبر المروق من سهم رئيس قوي، أما الإعلان الأخير فهو نوع من الحصار لرئيس لم يختبر، وارتبط به بعلاقة حميمة قرر الإفصاح عنها، قال علي محسن بالنص التالي: "أفصح لأول مرة عبر صحيفتكم الغراء أن هذه النخبة من القادة كانت على تواصل وتنسيق كامل مع الأخ الرئيس القائد المشير عبدربه منصور هادي من أول لحظة، لنصل جميعاً إلى مرحلة تضعنا على أعتاب يمن جديد". هل فهمنا أن محسن يقول إن نخبة من القادة كانت تضم بالإضافة إلى الرئيس هادي أعداداً داخل محيط صالح ظلت تدير خيوط أزمة إسقاط صالح؟! اختيار توقيت إعلان هذا السر الخطير يحمل دلالة، هادي يمر بوعكة احتكار السلطة والنجاح السياسي لتبرير استمرار الدعم الدولي الذي يعتمد عليه وإذا ما تنامت قوته العسكرية سوف يأتي اليوم الذي تتفكك عرى الصلات الدفينة وحتى أهميتها، فالشرعية الدستورية بيد هادي وفرص إعادة ترشيحه عن المؤتمر ما زالت كبيرة، وإن ردم الهوة بينه وبين صالح بثمن الاحتفاظ بمنصب رئيس الجمهورية عبر إعادة انتخابه صفقة مربحة وممكنه، هنا لا يكون لمحسن الذي ألف الخنادق مكاناً في المسرح السياسي.. ماذا يصنع.. لا بد من قنبلة سياسية إذا لم تفجر اليوم فلا قيمة لها في الغد. ما نشر على صدر الشرق الأوسط هو هجوم سياسي ناعم يعيد الاعتبار لمراكز التأثير العميق في المشهد اليمني الذي لا يقبل التهور والتقدم غير المدروس نحو أهداف لا يكون محسن جزءاً منها، ورغم حرصه على تجنب الدس والوقيعة بينه وهادي لكنه أوغل في صبّ الماء البارد على رأس الرئيس بنعومة وحذق وتوقير.. هجاء مادح ودعابة سياسية قاتلة، قال: إن هادي كان جزءاً من مؤامرة، بمعنى أن الخيانة واحدة من صورة شخصيته، فقد خان رئيسه وعمل مع أعدائه على الإطاحة به وأن صورته العامة لا بد من أن تتأثر بهذه الحقيقة التي تحتاج رداً عن الرئيس هادي. وقال لهادي إن إمكانية الاحتماء بكل مصادر الشرعية الدستورية والشرعية السياسية ممثلاً للمؤتمر الشعبي العام لا يمكن القبول به وإن جسور العلاقة مع المؤتمريين يمكن تحطيمها بهذا الخبر ولن يبقى مؤتمري واحد كان يتقبل قراراتك على أنها جزء من ضرورات سياسية أما وقد وضحت الصورة فإن خصومة مع المؤتمر كانت دفينة متكتمة كشف هادي سرها وخاصة هذا الانقلاب الكبير ضد الرئيس صالح من جهة هادي. قال محسن لهادي: إنني لن أقود ثورة ضدك على النحو الذي تدبرناه معاً ضد صالح ولكن كن على يقين أن كل شيء يحيط بك سوف يكون بذاته عليك ،كما أن محسن الذي يقتني ضحكة مبهمة خالية من السعادة على وجهه يقول لنا أنا قادر على مواجهة رئيسين في وقت واحد: رئيس أطحت به بخيانته ورئيس جعلته جزءاً من ذاكرة الخيانة السياسية، لا يستطيع التقدم ولا يمكنه التراجع، قال إن هادي رئيس مؤقت لكنه هو رجل المرحلة. هل وصلت الرسالة؟