شرعت شركة تركية متخصصة في مجال الهندسة والبناء للمنشآت النفطية في تنفيذ الأعمال الإنشائية لإقامة مصفاة جديدة للمشتقات النفطية في منطقة رأس عيسى في محافظة الحديدة الساحلية غربي البلاد على الحدود الدولية مع السعودية البالغة تكلفته الإجمالية على مرحلتين 500 مليون دولار ويمتلكها مستثمرون سعوديون ويمنيون بالشراكة. وأكد ل «الاقتصادية» رجل الأعمال اليمني أحمد العيسى رئيس مجلس إدارة شركة الخليج اليمنية للخدمات البترولية المحدودة التي سجلت رسمياً بهذا الاسم المكونة من مجموعة العيسى التجارية اليمنية وشركة الحسام السعودية أن شركة تركية متخصصة تستكمل حالياً بوتيرة عالية الأعمال الإنشائية لتنفيذ المصفاة الجديدة التي تعتبر أول مصفاة تتبع القطاع الخاص في اليمن والسعودية وفقاً للبرنامج والخطة المرسومة. وبين العيسى أن الشركة التركية ستنهي في مطلع الربع الأول من عام 2010 المرحلة الأولى من المشروع والبالغة تكلفتها 250 مليون دولار وتتمثل في إنشاء خزانات النفط الخام ومستودعات التخزين التي تتسع لأكثر من 1.7 مليون طن. وأشار إلى أن هذه المرحلة تعتبر أصعب وأهم وحدة في المصفاة الجديدة المطلة على البحر الأحمر ومن ثم سيتم البدء بالمرحلة الثانية في الربع الأخير من العام نفسه، وعلى أن يبدأ الإنتاج الفعلي للمصفاة في منتصف عام 2011 بطاقة إنتاجية تبلغ 45 ألف برميل يومياً من المشتقات النفطية المختلفة من البنزين، الكيروسين، الديزل، والمازوت والأسفلت، وأوضح أن هذا المشروع الاستراتيجي الاستثماري الضخم سيوفر أكثر من ألف فرصة عمل محلية، فيما ستعمل المصفاة على توفير مختلف المشتقات النفطية التي يتم استيرادها من الخارج مثل الديزل. وأكد أن شركته تدخل كشريك رئيسي في رأسمال هذا المشروع بحصة تصل إلى أكثر من 60 في المائة فيما تبلغ النسبة المتبقية مساهمة شركة الحسام السعودية ومستثمرين يمنيين آخرين. وأكد أن مصفاة الحديدة لتكرير وتصدير النفط ستكون إحدى أهم القلاع الاقتصادية التي سترفد الاقتصاد الوطني بالعملات الأجنبية وتوفر كثيرا من الاحتياجات المحلية من المشتقات النفطية ، إضافة إلى إمكانية التصدير إلى مختلف دول الجوار. ووصف العيسى المناخ الاستثماري في اليمن «بالمشجع» خاصة في ظل الرعاية التي يوليها الرئيس علي عبد الله صالح للمستثمرين ومشاريعهم الاستثمارية وكذا التوجهات الحكومية الجادة لتذليل الصعاب أمام المستثمرين وخلق بيئة استثمارية جاذبة. وتوجد في اليمن مصفاتين مصفاة عدن أقدم مصفاة في اليمن، ومصفاة صافر في مأرب، وتخطط الحكومة اليمنية حالياً إلى فتح باب الاستثمار للقطاع الخاص المحلي والخليجي لإنشاء مزيد من مصافي للنفط، وبين العيسى أن مجموعته ومستثمرين كويتيين أنهوا أخيراً المرحلة الأولى من مشروعهما الاستثماري المشترك والمتمثل في إنشاء مدينة سكنية في الحديدة غربي اليمن بتكلفة تبلغ سبعة مليارات ريال (35 مليون دولار).