تشهد الأزمة اليمنية فتورا ملحوظا على الساحة الدولية والإقليمية في ظل تفاقم المشكلة القطرية مع دول الخليج وهو التفاقم الذي يبدو سيجعل الملف اليمني منسيا في ظل الاهتمام الدولي الكبير بالأزمة القطرية التي توسعت بعد تدخل تركيا إلى جانب قطر واعتزامها إرسال خمسة الف جندي تركي لدفاع عنها ضد أي تهديدات, وكذا تصاعد التوقعات بانقلاب عسكري يطيح بتميم آل ثاني . ويخشى اليمنيون أن ينعكس الصراع الخليجي على سير الأحدث في الساحة اليمنية حيث تحظى دولة قطر بعلاقات وثيقة مع حزب الإصلاح وجماعة الحوثي رغم سعي التجمع اليمني للإصلاح الى تفادي تبني أي موقف متضامن مع قطر حشية إغضاب المملكة العربية السعودية , في حين يتبنى الحزب عداء شبه واضح مع دولة الإمارات منذ فترة طويلة متهمين الإمارات بالوقوف ضدهم في المحافظات الجنوبية لصالح الحراك الجنوبي ويرد اعلام الإصلاح باتهامات ضد دولة الإمارات , لتأتي أزمة قطر مع جيرانها لتشكل أزمة جديدة تضاف لازمتهم خاصة أن كل من السعودية ودولة الإمارات يصنفان جماعة الإخوان المسلمين بجماعات إرهابية , و يذهب إعلام الحراك بتوجيه اتهام مباشر لدولة قطر بتسهيل تقدم قوات الحوثي وصالح في جبهة ال حميقان المحاددة ليافع وأبين بعد أن عجزت لفترة سنتين ونصف من السيطرة والتقدم في المنطقة . كل تلك الأحداث تشير إلى مدى الهشاشة في المشروع الوطني لدى القوى اليمنية التي هي جزء من صراع المحاور والتي ترتبط مصالحها بأطراف دولية وليس هناك مشروع وطني يوحدها ما يجعل الملف اليمني يأخذ طابع النسيان .