شبكة تحالفات قطرية موروثة عن عهد 'الأمير الوالد' ووزير خارجيته حمد بن جاسم لندن - قرأ مراقبون في التواصل الفوري بين القيادة القطرية، وكل من رئيس السودان، ورئيس وزراء تركيا، إثر قرار دول خليجية سحب سفرائها من الدوحة، محاولة قطرية للاستنجاد بحلفائها الإسلاميين في مواجهة عزلة قطر عن محيطها الخليجي المباشر. وأكد هؤلاء على أن البدائل القطرية قد تشمل إيران وإسرائيل اعتبارا لما للدوحة من علاقات سرية وعلنية و”مصالح مشتركة” مع الدولتين. وكان أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني تلقى تباعا مكالمتين هاتفيتين من كل من الرئيس السوداني الإخواني عمر حسن البشير، ورئيس الوزراء التركي الإسلامي المتعاطف مع الإخوان رجب طيب أردوغان، لم تكشف وكالة الأنباء القطرية الرسمية عن تفاصيل ما دار فيهما، مكتفية بالقول إنهما تعلقتا بالقضايا ذات الاهتمام المشترك، غير أن دوائر سياسية وإعلامية أكدت علاقة ما دار خلالهما بمسألة سحب السفراء الخليجيين. وجاء ذلك في وقت قالت فيه مصادر يمنية، إن عددا من قيادات جماعة الإخوان المسلمين في اليمن، تستعد لزيارة العاصمة القطريةالدوحة لإعلان تضامن الجماعة مع قطر في وجه الإجراءات الخليجية. ورجّحت المصادر أن يضم وفد الجماعة رئيس حزب الإصلاح الإخواني محمد اليدومي والقيادي في الجماعة محمد قحطان وكذا حميد الأحمر وشقيقه صادق. وقالت ذات المصادر إن الإخوان يعتزمون استغلال الأزمة لاستكمال فصل قطر عن محيطها وتوظيف مقدراتها المالية الضخمة لخدمتهم، خصوصا في ظل أزمتهم الكبيرة بعد خسارتهم الساحة المصرية. وقال مراقبون إنّ الردّ القوي الذي تلقّته قطر من قبل دول خليجية على سياساتها الخارجة عن سياق المنظومة الخليجية والموجهة ضد مصالح المنطقة واستقرارها، وضع القيادة القطرية أمام مأزق العزلة عن محيطها المباشر الذي ترتبط معه بصلات حيوية اقتصادية وأمنية وسياسية. وفي ظل ما صدر عن قطر، إثر إقدام كل من دولة الإمارات والسعودية والبحرين عن سحب سفرائها من الدوحة، من إشارات إلى عدم التراجع عن سياساتها، تساءل المراقبون عن البدائل التي تملكها القيادة القطرية في حال عزلها خليجيا، خصوصا مع تصاعد خطورة الاتهامات الموجهة إليها والتي وصلت حد القول بتواطئها مع ألدّ أعداء الخليج؛ إيران وإسرائيل، حيث اتهم خبير أمني مصري قطر بالتعاون سرّا مع إسرائيل وإيران لزعزعة أمن منطقة الخليج العربي. وقال الخبير خالد عكاشة، في تصريحات تلفزيونية تناقلتها المواقع الإخبارية على شبكة الإنترنت، إن قطر تتعاون مع كل من إيران وإسرائيل، ضد مجلس التعاون الخليجي، مؤكدا وجود أذرع قطرية في تفاقم أزمة البحرين على وجه التحديد. وكشف عكاشة في تصريحاته أن قطر سرّبت معلومات، حول ما كان يدور داخل مجلس التعاون الخليجي إلى إسرائيل وإيران. يأتي ذلك فيما تحدثت عديد المصادر عن وجه آخر للتواطؤ بين قطر مع إيران، يتمثل في دعمهما المشترك لجماعة الحوثي في اليمن لخلق جبهة مضادة للسعودية هناك. كذلك تتهم السعودية والإماراتوالبحرينقطر، بإقامة علاقات صداقة وشراكة مع إسرائيل التي يقول مراقبون إنها ظلت دائما شديدة الاهتمام باختراق منطقة الخليج الغنية والعصيّة عليها بحكم الرفض الشعبي والرسمي لها، والتعاطف مع القضية الفلسطينية. وقد تكون تل أبيب قد وجدت في قطر منفذا وحيدا إلى الخليج ومصدرا للمعلومات عن الاجتماعات المغلقة بين القادة الخليجيين، والتي تخصص عادة لمناقشة أهم المسائل السياسية والأمنية. ويذكر مراقبون رئيس الوزراء، وزير الخارجية القطري السابق، حمد بن جاسم كأكبر مهندسي تطبيع قطر مع إسرائيل ومحاولة فتح أبواب الخليج أمامها. ومعروف عن ابن جاسم دعواته في أكثر من مناسبة للاعتراف ب”قوة” إسرائيل، في إطار ما كان يروّج له من “واقعية سياسية”، حتى أنّه شبّه العرب في أحد الاجتماعات الوزارية بالقاهرة ب”النعاج” قياسا بإسرائيل. وفي ظل هذه المعطيات لم يستبعد المراقبون أن تكون إيران وإسرائيل في مقدمة بدائل قطر إزاء عزلتها الخليجية، فضلا عن تركيا المحكومة حاليا من قبل الإسلامي رجب طيب أردوغان الممسك بالمعادلة من أطرافها التي تبدو ظاهريا متناقضة، حيث يظهر دعما لا محدودا لجماعة الإخوان المسلمين فيما يحافظ على علاقات قوية مع كل من إسرائيل وإيران، وهو بذلك يستطيع أن يكون صلة الوصل بين قطروإيران، من جهة، وقطر وإسرائيل من جهة ثانية، على افتراض أن الدوحة تحتاج لواسطة في علاقتها بالدولتين. غير أن الحلول القطرية لفك العزلة الخليجية، لم تسلم من نقد، حيث تساءل مراقبون عما تملكه أطراف جلها مأزومة، على غرار جماعة الإخوان المطرودة من معقلها الأم مصر، والسودان المنهارة اقتصاديا وسياسيا، وتركيا التي يواجه حكامها رفضا شعبيا، وإيران المحاصرة دوليا، لقطر إذا خسرت فعلا حاضنتها الخليجية الغنية والمستقرة.