قال سياسيون لبنانيون ل "إيلاف" اليوم إن قرار السعودية والامارات والبحرين بسحب السفراء من قطر كان متوقعًا ولم يكن أمرًا مفاجئًا لمتابعي مسار العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي عموما وعلاقة قطر ببقية دول المجلس وفي مقدمها السعودية خصوصًا. بيروت: رأى سياسيون لبنانيون أن قرار سحب سفراء السعودية والإمارات والبحرين من قطر يشكل مقدمة لإخراج قطر من مجلس التعاون الخليجي. وأضاف هؤلاء ل "إيلاف" أنّ "تاريخ العلاقة بين الرياضوالدوحة شهد أزمات في حقبات عدة ولكنها كانت تعالج برعاية "أبوية" سعودية، كون المملكة تشكل الحضن الحاضن لجميع دول الخليج العربي وملاذها في السراء والضراء، لكن القطريين غالبا ما عبروا وفي مناسبات ومراحل مختلفة عن عقدة "نقص" إزاء الدور السعودي الكبير عربيا ودوليا، وطمحوا ليكون لهم مثل هذه الدور متوسلين "المال السياسي" والاعلام لتحقيق ذلك". وأضافوا أن القطريين "عبروا دوماً عن نزعة الى تبوؤ موقع ودور يفوق حجم بلادهم ودورها خليجيًا وعربيًا وإقليميًا ودوليًا، واجتهدوا كثيرا خارج "النص الخليجي" محاولين تجاوز الدور السعودي الذي يحتل الصدارة الخليجية وفي الاقليم وعلى المستوى العالمي، ولذلك اندفعوا في التعاطي مع ثورات الربيع العربي على نحو تجاوز ثقل المملكة العربية السعودية ودورها وعلاقاتها التاريخية مع دول هذا الربيع وشعوبها. بل ان القطريين تصرفوا في التعاطي مع هذه الثورات على نحو يحاول إلغاء دور المملكة، ولا يأخذ في الاعتبار مصالحها ومصالح بقية دول الخليج، وركزوا على دعم وإختضان "الاخوان المسلمين" في كل من مصر وتونس وسوريا وغيرها من الدول وصولا الى اقامة امتن العلاقات مع تركيا "الاخوانية" التي يحكمها حزب العدالة والتنمية "الاخواني" بزعامة رجب طيب اردوغان، وعلى رغم انهم يدركون ان دول مجلس التعاون لا تؤيد "الاخوان" ومشاريعهم السياسية في المنطقة العربية والاقليم عموما". البعير "الإخواني" كل ذلك، ويضيف السياسيون اياهم، "كانت قطر تقدم الدعم ل"الإخوان" في الوقت الذي كانت فيه الامارات ترفع الصوت محذرة من وجود مشاريع لدى "الاخوان المسلمين" لتغيير انظمة دول الخليج وهو ما كانت السعودية أدركته باكرا وتصدت له بالتعاون مع بقية دول الخليج، وكانت النتيجة سقوط نظام "الاخوان المسلمين" برئاسة محمد مرسي في مصر بعد نحو سنة على انتخابه، ما شكل القشّة التي قصمت ظهر البعير "الاخواني" في بقية دول "الربيع العربي"، فتراجعت حركة النهضة "الاخوانية" في تونس الى مستوى القبول بحكومة علمانية وإقرار دستور علماني في تونس لتحاشي مصير "اخوان" مصر في الوقت الذي بدأ الخطر يدق ابواب "الاخوان المسلمين" الاتراك المهددين بالسقوط حاليا على ابواب الانتخابات التركية، وهو ما دفع رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان الى الاستنجاد بالايرانيين متوسلا الحصول منهم على سعر مخفض لفاتورة الغاز الايراني علّها تسعفه شعبيا في تلك الانتخابات". ويضيف السياسيون اللبنانيون أنفسهم أن "خطوة الرياض وأبو ظبي والمنامة بسحب السفراء من الدوحة كانت متوقعة لان قطر أوغلت ولا تزال توغل في دور اقليمي يهدد مصالح دول الخليج وانظمة الحكم فيها، نتيجة استمرارها في دعم "الاخوان المسلمين" في مصرعلى رغم سقوط نظامهم وكذلك حاولت نسج تحالف مع "إخوان" تركيا على حساب الدور العربي - الخليجي في الوقت الذي تحافظ فيه على علاقة مع ايران على رغم الخلاف الشديد بينهما حول الازمة السورية، وقد ازدادت إيران انفتاحا في العلاقة مع "الاخوان" المصريين والاتراك بعد سقوط حكم مرسي، في الوقت الذي اعاد القطريون مد خطوط التواصل مع "حزب الله" في لبنان في الوقت الذي يزداد حجم مشاركته في الحرب السورية الى جانب النظام". ويعتقد هؤلاء أن القطريين "يتصرفون منذ اشهر على نحو يعاكس مصالح بقية دول مجلس التعاون الخليجي، ولا ينسجمون مع مواقف هذه الدول ازاء الازمة السورية وما يدور في شأنها اقليميا ودوليا ويتظهر في اجتماعات جنيف المتلاحقة. اذ يبدو ان القطريين يغردون خارج السرب الخليجي ويبدون احيانا في موقع المعارض او المعاكس لدول مجلس التعاون وتصورها لحل الازمة السورية وبقية الازمات الاقلمية". الحظيرة الخليجية ولكن السياسيين اللبنانيين انفسهم يعتقدون أن "القطريين وعلى رغم كل ما قاموا وما زالوا يقومون به لم يأخذوا الحجم الذي طمحوا اليه، ولكن الخطوة السعودية الاماراتية البحرينية ستعيدهم عاجلا ام آجلا الى حجمهم الطبيعي في منظومة مجلس التعاون الخليجي". وأضافوا "ولكن يبدو أنه ما زال المطلوب منهم (أي قطر) أميركيًا البقاء على صلة ب "الاخوان المسلمين" وبتنظيم "القاعدة" لان العقل البراغماتي الاميركي ما زال يرى امكانية للاستفادة من الوضعين "الاخواني" و"القاعدي"، ولكن الامر لن يطول بالقطريين للعودة الى الحظيرة الخليجية عندما يكتشفون انهم سيكونون في منأى عن الحلول للازمات الاقليمية التي تطبخ في مطابخ اخرى ليس لهم اي طباخ فيها، وانما تشارك فيها دول الخليج وعلى رأسها السعودية". ايلاف