الكتابة هي الرعب.. أن تكتب يعني أن تقول الصدق.. ولكيما تكون صادقاً يجب أن تخاف وتراكم مخاوفك بنفس الطريقة التي يُراكم ويكنز بها البخلاء أموالهم. ولو أن ثمة بنوكاً في عالمنا يمكن لنا –نحن الكتاب– أن نُودع فيها مخاوفنا وكوابيسنا.. لو أن الثروة تقاس بالرعب وبالكوابيس لكنتُ اليوم أغنى الأغنياء وأثرى الأثرياء.. ولكان رصيدي من الخوف والكوابيس هو الأعلى في بلاد العرب. أنا لست شجاعاً يا أخي.. ولم أدّعِ يوماً بأنني شجاع.. لكنني لست جباناً ولست مثلك شجاعاً بأثرٍ رجعي.. أنا أخاف يا أخي وأكتب وأنا خائف وقد قلت يوماً في قصيدةٍ لي بأنني خائف كبير. الكتابة تبعث في نفسي الخوف والخوف يدفع بي باتجاه الكتابة وكل ما ازددت خوفاً تورطت أكثر في الكتابة.. وحياتي كلها صراع ضد الخوف وضد الكوابيس.. كوابيسي وكوابيس الوطن. بالأمس عندما كنتُ أكتبُ ضد نظام علي عبدالله صالح كنتَ تقول بأنني شجاع وصادق وبأنني ضمير شعبي.. وبأن حماري ضمير الحمير.. واليوم عندما أصبح حزبك في السلطة صرتُ في نظرك جباناً رعديداً وصار حماري خائناً وعميلاً ومن الفلول. لا يا أخي.. الرازحي بالأمس هو الرازحي اليوم.. وحماره نفس الحمار ولم يتغير.. لكنهما بالأمس كانا -هو وحماره- يخافان من نظام علي عبدالله صالح وهما اليوم يخافان منكم. لكن الفرق بينكم وبين علي عبدالله صالح هو أن علي عبدالله صالح كان يمتلك كامل السلطة وكل أجهزة وأدوات القمع أما أنتم فلم تمتلكوا بعد كامل السلطة ولا نصف ما كان يمتلكه علي عبدالله صالح من أدوات القمع.. ثم إننا لسنا ضدكم.. فلماذا تستعجلون وتجعلوننا نخاف منكم؟ لماذا؟