موقف الخوف.. أوقفته في موقف الخوف، وقلت له: يسكنني خوف المسكون بمستقبل لا يسكنه الخوف، قال لي: لا بأس من الخوف والحذر بل لابد منهما، أما اليأس الكافر فهو دمار الدين والدنيا. سألته عن علاج المصاب باليأس، قال أن يصل بيأسه إلى درجة اليأس من اليأس. وفي موقف الفرق بين خوف المسؤولية وخوف الجبان قال لي: «من خوفه يخاف الجبان» تنام عيناه قريرة على وسادة أمن زائف، يا له من متهور!. وأكد لي أن آفة الجبناء أنهم لا يخافون، يموتون رعباً خشية أن يدركهم الخوف، ولو خافوا لأمنِوا. سألته كيف أكون شجاعاً؟. فأجاب: لكي يقال إنك شجاع عليك أن تعلن أنك لا تخاف، ولكي تكون شجاعاً عليك أن تعترف بحقيقة خوفك. وسألني لو يعلم الأسد أنك تحبه رغم موقفك من نيوبه، هل يزول خوفه منك؟ يخشى الملتاث بلوثة التخويف ألا يظل يخيف، ويخشى المحب أن يضل الملتاث طريقه إلى مغسلة المحبة. بين الخائف الآمن والآمن الخائف برزخ بوابته «أي الفريقين أحق بالأمن». سلام هو الخوف رسول من الله يجعلنا على درجة من اليقظة.