في خطوة غير مسبوقة ذهبت وزيرة حقوق الإنسان- حورية مشهور- إلى السجن المركزي.. وهناك قررت الاعتصام والإضراب عن الطعام وأشهرت في وجه السجانين مسدس الصلاة وقنبلة الصيام. فعلت كل ذلك من أجل إطلاق سراح معتقلين يقول حزب المؤتمر إنهم معتقلون على ذمة جريمة جامع النهدين وإنهم مجرمون.. فيما يقول حزب الإصلاح إنهم معتقلون على ذمة الثورة الشبابية وإنهم ثوريون. وبغض النظر عما يدعيه كلٌّ من الحزبين الحاكمين، إلَّا أن خطوة الوزيرة تلك كانت خطوة جريئة وشجاعة بالمقاييس الحزبية. ولكن بالمقاييس الإنسانية لم تجرؤ وزيرة حقوق الإنسان حتى الآن أن تزور جرحى الثورة المعتصمين منذ أشهر أمام مجلس الوزراء مع أنهم أقرب إليها من حبل الوريد. إن جرحى الثورة مستقلون ولا حزب لهم، وجميع الأحزاب الحاكمة واقفة ضدهم وواقفة لهم بالمرصاد. وهم ينتظرون بفارغ الألم زيارة الوزيرة لهم.. ينتظرون منها أن تتضامن معهم بالاعتصام، وبالإضراب عن الطعام، وبأن تشهر في وجه أولئك الذين اعتدوا عليهم وحالوا بينهم وبين حقهم في العلاج مسدس صلاتها وقنبلة صيامها إلى أن تُحل قضيتهم وتُلبى مطالبهم العادلة. ترى هل تجرؤ وزيرة حقوق الإنسان أن تخطو هذه الخطوة الإنسانية الجريئة؟ أم أن خطواتها خطوات حزبية محسوبة ومحكومة بإيقاع حزبها وبإيقاع أحزاب المشترك؟