علّق وزير الإعلام اليمني معمر بن مطهر الإرياني، على حجم العلاقات السعودية اليمنية، ووصف المملكة بالسند التاريخي لليمن في كل المجالات، مستشهداً بمليونين ونصف مليون يمني يعملون الآن في بلد الحرمين الشريفين. وقال: "في مسعى عبثي لتثبيت الانقلاب الحوثي المدعوم من إيران تعكف آلة الإعلام الحوثية ومعها كل وسائل الإعلام الإيرانية ومن يدور في فلكها، على محاولة تصوير المملكة العربية السعودية قائدة تحالف دعم الشرعية في اليمن، كعدو تاريخي للشعب اليمني، مرجعةً إليها كافة المآسي التي يعانيها البلد سواء في الوقت الحاضر أو في عقود ماضية، متجاهلة التاريخ الثري من العلاقات المتميزة بين البلدين سياسيًا واجتماعيًا واقتصاديًا". وأضاف "الأرياني": تهدف الحوثية من خلال هذه النهج لتعبئة أكبر قدر ممكن من أتباعها للقتال في صفوفها ضد قوات الشرعية، ومحاولة صرف الأنظار عن أن الإمامة التي يعد الحوثيون امتداداً لها، هي أُسُّ المآسي وأساسها في اليمن، وهي السرطان الذي يفتك بالجسد اليمني منذ قدوم حسين الرسي الملقب بالهادي، إلى صعدة في العام 284ه وحتى اليوم. فالإمامة هي المسؤول الأول والأخير عن كافة النكبات التي لحقت بهذا الشعب طيلة 12 قرناً من الزمان منذ أن غدر الضيف الإمامي بالمضيف اليماني وامتص خيراته وثرواته وأمعن في سفك الدماء وتوسيع المقابر ونشر الجهل والفقر والمرض. وتابع: الحقيقة أن الشعب اليمني لا تنطلي عليه مثل هذه الحملات لأنه يعرف أن ما يربطه بالمملكة أكبر بكثير من أن تزعزعه آلة الإعلام الإيرانية الحاقدة على كل ما هو عربي، والرامية لنشر الطائفية والعنصرية وقوداً للحروب، ولعل أكبر شاهد على ذلك ما ألحقته الحوثية باليمن منذ ظهورها العلني صيف العام 2004 وحتى اليوم. ومنذ أن بدأت مسيرة الديناميت الحوثية رافعة شعار الموت نسفت الكثير من عُرى المجتمع وتسببت في كوارث ما زلنا نصطلي بنارها إلى اليوم. وأردف: لا أعتقد أن هناك بلدين عربيين يرتبطان بأكبر شبكة علاقات اجتماعية واقتصادية كما هو الحال بين اليمن والسعودية، فهما في واقع الأمر شعب واحد في دولتين خصوصاً وأن نسبة كبيرة من الشعب السعودي تعود أصولهم لليمن بدرجة أو بأخرى جراء الهجرات المتتالية من أرض سبأ إلى باقي أنحاء الجزيرة، وهو ما يؤكده القادة السعوديون على الدوام ويكررون أن اليمن أصل العروبة قاطبة. وأشار إلى أنه في المملكة اليوم ما يقارب مليونين ونصف المليون يمني على الأقل تشكل عائداتهم المالية العصب الاقتصادي الأول والأكبر لليمن، ولولا هؤلاء لكانت آثار الحرب التي شنتها ميليشيات الحوثي، أشد وطأة مما هي عليه الآن. وأكمل: ومعلوم أن السعودية كانت منذ نحو أربعة عقود هي الداعم الرئيس للحكومات اليمنية المتعاقبة والممول الأبرز لصفقات تسليح الجيش اليمني، ذلك السلاح الذي أريد به بعد انقلاب الحوثية أن يرتد إلى جسد المملكة وأن يصبح مصدر إقلاق لأمنها، كما ظلت تتكفل لسنين طويلة بدفع ميزانية الجيش اليمني ورواتب منتسبيه تمامًا مثلما كانت متكفلة لفترة طويلة بميزانية التعليم العام والجامعي ومرتبات المدرسين العرب في اليمن، وكذا نفقات الطلاب اليمنيين المبتعثين بالخارج مع تخصيص نسبة لطلاب اليمن في الكليات الأمنية والعسكرية السعودية. وواصل: وبالتالي فإن المملكة لو كانت تريد إضعاف جارها الجنوبي كما تردد آلة الإعلام الإيرانية، ومن يعزف على منوالها، ما قامت بهذا الدعم من أساسه. ولقد أرادت الحوثية أن يتحول السلاح المشترى من مال المملكة ليكون في خاصرتها، وهو بالطبع أمر مرفوض من المملكة ومن كافة أبناء الشعب اليمني. وقال وزير الإعلام: حريٌّ بنا أن نقف في وجه هذه الحملات المغرضة التي تريد أن تشوه تاريخ العلاقات المتينة بين الجارين الشقيقين اليمن والمملكة، ونحن كيمنيين معنيون بهذا الوقوف ضد الحملات التي تشنها وسائل إعلام حوثية ومن دار في فلكها، لأن الأشقاء في المملكة يترفعون عن سرد أرقام وإحصائيات الدعم المقدم لليمن سواء قبل أو بعد عاصفة الحزم وإعادة الأمل التي لبى فيها أشقاؤنا في المملكة نداء النجدة والأخوة والجوار الذي أطلقه بشجاعة فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي لإنقاذ اليمن وشعبها المكلوم. ولفت إلى أن العاصفة كانت بمثابة شريان الأمل لليمن مثلما مثلت صمام أمان للمنطقة ككل في وجه الزحف الإيراني الأسود المدجج بالطائفية والعنف. وهناك للأسف أطراف أخرى تريد أن تؤزم بين الشعب اليمني وحكومة المملكة، وتريد أن تصطاد في الماء العكر وأن تبتز الرياض بواسطة الملف اليمني متجاهلة الخطر الأعم الذي يداهم الجميع ومتغافلة التضحيات التي قدمها اليمنيون وإخوانهم في دول التحالف لمواجهة هذا الخطر. والتاريخ لن يرحم من يريد الولوغ في جراحات اليمنيين ويحشد طاقاته وإمكانياته في صف أعدائهم. ولايزال الأمل كبيرًا في أن يثوب هؤلاء لرشدهم وأن يقدموا ما هو باقٍ على ما هو زائل. وختم وزير الإعلام اليمني بقوله إن "السعودية هي السند التاريخي لليمن، واليمن هو السند التاريخي للسعودية وهما جناحا العروبة والإسلام في شبه الجزيرة العربية، واجتماعهما في هذا الظرف التاريخي العصيب هو دليل عافية في الجسد العربي مهما كانت التحديات والضغوطات والعراقيل، وغدًا بإذن الله سيؤتي هذا التلاحم ثماره جلية بإعادة السلام إلى ربوع اليمن الحبيب، وفي هذا السياق فإن التعبير عن العرفان لحكومة المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين سمو الأمير محمد بن سلمان، هو واجب نعتز بتأديته وخلق فضيل لا نتوانى عنه، وسيسجل التاريخ هذه المواقف الأخوية الصادقة في أنصع الصفحات".