بسبب عاصفة ثلجية اقام الملك الاردني عبدالله الثاني ولم يقعدها وأخذ على عاتقه توجيه دفة مواجهة آثار العاصفة منذ اليوم الأول من الميدان بجولات لمختلف المناطق، ودعا إلى محاسبة المسؤولين المقصرين، فيما في بلادنا تمر التفجيرات والقتل والاغتيالات مرور الكرام ولم يتم حتى التهديد بمحاسبة أي مسؤول فاسد. في بلادنا اغتيالات بلا حساب، اختطاف بلا حساب، ضرب ابراج الكهرباء وتفجير انابيب النفط والغاز بلا حساب، معارك في صعدة بلا حساب، هبة شعبية في حضرموت تسبب بها وزير الداخلية، تفجيرات بلا حساب والتي كان اخرها استهدف مجمع العرضي (وزارة الدفاع) والذي خلف اكثر من 200 قتيل وجريح ولم يتم إقالة أو محاسبة أي مسؤول. حتى أصحاب الموفنبيك مشغولين ب "الكافي والكيك". وحتى تتضح الصورة اكبر ننشر للقارئ هذه المادة الصحيفة التي تعبر عن مقدار حب العاهل الاردني لشعبه ولبلده التي لا تملك ثروة طبيعة، فيما في بلادنا لم يقم أي مسؤول بزيارة تفقدية للاطمئنان على جرحى مستشفى العرضي وتقديم المساعدة المالية لهم. عاهل الأردن: لمحاسبة كل مقصِّر في عاصفة "أليكسا" ملك الاردن عبدالله الثاني الذي أخذ على عاتقه توجيه دفة مواجهة آثار العاصفة الثلجية منذ اليوم الأول من الميدان بجولات لمحتلف المناطق، لم يوجّه اللوم إلى أية جهة، لكنه دعا إلى محاسبة المقصرين، كما إنه أكد على أنه عند الحديث عن مراجعة وتقويم الأداء خلال الأيام الماضية، فإننا نركز على ضرورة الاستناد إلى الحقائق الموضوعية والبيانات الموثقة، وأن تتم العملية بمنتهى الحياد، بعيدًا عن التهويل والسلبية التي يمارسها البعض طمعًا في الشعبية والبطولات الزائفة، مع التأكيد على ضرورة الانفتاح على النقد الصادق والبنّاء والهادف، التي هي مرتكزات الإصلاح الذي نؤمن به قولًا وعملًا. وأثنى العاهل الهاشمي على "المؤسسات الوطنية، المدنية والعسكرية" التي عملت كجسد واحد بكل تجانس وتكامل، وبروح الفريق، ترفد الواحدة منها الأخرى لسد الثغرات والقصور، "تجمعها خدمة المصلحة العامة، ورضى الله في تحمل أمانة المسؤولية". وكانت القوات المسلحة الأردنية عبأت كل جهودها بالتعاون مع قوات الأمن العام والدرك والدفاع المدني في عمليات الإنقاذ والإغاثة وفتح الطرقات البعيدة والقريبة والشوارع في العاصمة والمدن والقرى.
تجانس وتكامل واستطرد الملك عبدالله الثاني في رسالته: نشير في هذا المقام إلى حقيقة ثابتة بأن مؤسساتنا الوطنية، المدنية والعسكرية، جسد واحد، يعمل بكل تجانس وتكامل، وبروح الفريق، ترفد الواحدة منها الأخرى لسد الثغرات والقصور، يجمعها خدمة المصلحة العامة ورضى الله في تحمل أمانة المسؤولية. وقال: وعليه، وبعد إطلاعنا المباشر على حقيقة الجهود التي بذلت، فلا بد من تسجيل الشكر والتقدير لجميع الكوادر التي أدت واجبها بمهنية ومسؤولية عالية، فالتحية للنشامى والنشميات في الوزارات والمؤسسات الخدمية، والبلديات، وأمانة عمّان، والقوات المسلحة والدفاع المدني، والأمن العام، والدرك، الذين أثبتوا كما هي عادتهم دائمًا القدرة، ووفق الإمكانات المتوافرة، على التخطيط المسبق والتنسيق والمتابعة في ما بينهم لمواجهة الحالة الجوية التي سادت المملكة، حيث ظهر الأمر جليًا في عملهم على توفير احتياجات المواطنين من مادة الخبز، وإيصال المرضى من أبناء وبنات شعبنا إلى المستشفيات، وفتح الطرق أولًا بأول. وتابعت الرسالة الملكية لرئيس الحكومة: إن ما لمسناه من حالة أردنية فريدة من التوحد والتكافل خلال هذه الظروف الصعبة هو شهادة صدق في معدن شعبنا الأصيل، إذ تجلت روح الإيثار والعطاء. وهذه الروح الوطنية تدعونا إلى الفخر والثقة، فقد شهدنا وعيًا وحسًا لدى الكثير من المواطنين، ومبادرات إيجابية من مؤسسات في القطاع الخاص والمجتمع المدني تعكس مسؤولية اجتماعية وطنية يجب تعزيزها والبناء عليها تأكيدًا على المسؤولية الجماعية عند التعامل مع مثل هذه الحالات الاستثنائية، فلهم جميعًا منا الشكر والتقدير.
عمل تطوعي مؤسسي ومن الضروري التفكير في كيفية توجيه هذه القدرات نحو عمل تطوعي مؤسسي، وتطوير دور المؤسسات الإعلامية والتثقيفية لتوعية المواطنين بكيفية التعامل مع مثل هذه الظروف الطبيعية، والإعداد لها مستقبلًا. وهنا، فإننا نتقدم بخالص الشكر لوسائل الإعلام التي مارست دورها بكل مهنية وحيادية وموضوعية في تعاملها مع العاصفة الثلجية وتداعياتها. وقال الملك لرئيس الحكومة: لقد أكدنا في أكثر من مناسبة أن الإنسان الأردني هو الدافع الأساسي للتطوير والارتقاء بأداء المؤسسات الخدمية لتكون في مستوى توقعاته، كما أكدنا على أن هذه المؤسسات مُساءلة عن أدائها من قبل المواطنين والهيئات التمثيلية ومؤسسات المجتمع المدني، وصولًا إلى أداء نوعي يعبّر عن التاريخ العريق لمؤسسات الدولة الأردنية وفلسفتها القائمة على صون كرامة الإنسان وحماية كبريائه، وهذه العناصر هي مكونات المواطنة الفاعلة التي انتهجها الأردن أسلوب عمل وحياة، حيث يجب أن تسود أسس المراجعة والتقويم وروح العمل في التعامل مع مثل هذه التحديات.
الحقائق والبيانات الموثقة وعند الحديث عن مراجعة وتقويم الأداء خلال الأيام الماضية، فإننا نركز على ضرورة الاستناد إلى الحقائق الموضوعية والبيانات الموثقة، وأن تتم العملية بمنتهى الحياد، بعيدًا عن التهويل والسلبية التي يمارسها البعض طمعًا في الشعبية والبطولات الزائفة، مع التأكيد على ضرورة الانفتاح على النقد الصادق والبنّاء والهادف، التي هي مرتكزات الإصلاح الذي نؤمن به قولًا وعملًا ابتغاء لمرضاة الله وحق المواطن الأعز في حاضر وغد أفضل. وقال العاهل الهاشمي إن من أبرز ما يتطلب التقويم والمراجعة البناء على آليات التنسيق القائمة بين الجهات المسؤولة للوصول إلى الاستخدام الأمثل للموارد المتاحة وتكريسها في الأوجه ذات الأولوية عند حدوث الأزمات، استناد إلى الاستراتيجيات المعدة مسبقًا ووفقا لأفضل الممارسات.
أوجه القصور وانقطاع الخدمات وقال الملك عبدالله الثاني: وأمّا الانقطاع في بعض الخدمات الأساسية، كما ظهر خلال الأيام الماضية بفعل الحالة الجوية، ومن أبرزها الكهرباء، التي هي عصب الحياة في عالمنا المعاصر، فيحتّم المباشرة في تحديد الأسباب لتداركها مستقبلًا، مع ضرورة محاسبة المقصرين في مسؤولياتهم، وفقًا للقانون وبتوخّي أعلى درجات العدالة، آخذين بعين الاعتبار واقع الموارد والإمكانات، وحدّة الظروف الجوية وصعوبتها، وفي ضوء الأمثلة العالمية في كيفية التعاطي مع هذه الأزمات والمدد الزمنية للتجاوب مع تداعياتها وتجاوزها، وذلك لغايات الإنصاف وموضوعية التقويم. وشدد العاهل الأردني على ضرورة التحرك السريع لتقويم أوجه القصور في البنى التحتية والمسارعة لمعالجتها، وتطوير خطط الطوارئ بحيث تصبح أكثر شمولية وتكاملية وتراعي تحديات إدارة السير، وتأمين السلع والخدمات الحيوية، وإطلاع الجمهور على المستجدات عبر وسائل الإعلام بكل موضوعية ومصداقية وشفافية، والتنسيق بشكل أفضل بين أطقم الإنقاذ والنجدة والإسعاف والمستشفيات، وتوعية المواطنين بمخاطر الممارسات المُعطّلة لجهود الإغاثة أو الإنقاذ، بحيث يكونوا جزءًا أساسيًا من الحل، وصولًا إلى حالة من التكاملية والتشاركية والمسؤولية الجماعية والالتزام الوطني الحقيقي في التعامل مع الأزمات، ما بين دور المواطن الذي يمارس مواطنته الفاعلة من حقوق وواجبات ومسؤوليات، وما تقوم به أجهزة الدولة المختلفة والقطاع الخاص والمجتمع المدني ووسائل الإعلام. وقال: لقد أثبت الأردنيون خلال الأيام الماضية قدرتهم على الوقوف صفًا واحدًا في التعامل مع الأزمات والخروج منها بأقل الخسائر مهما كبرت، وإننا لفخورون بقصص التعاضد والتكافل والتراحم التي مارسها أبناء وبنات شعبنا الأصيل خلال العاصفة الثلجية، فكانوا مضرب المثل في مساعدة المحتاج والوقوف مع المريض وتقاسم لقمة العيش ومصادر التدفئة، فحق لهم أن يفخروا وأن نفاخر بهم العالم.
التعلم من الأخطاء ونبه العاهل الهاشمي إلى أن تجربة التعاطي مع العاصفة الثلجية تمثل فرصة مهمة للتقويم والتعلم من الأخطاء وتدارك الثغرات ومواطن القصور، بحيث يتم الارتقاء بأداء المؤسسات القائمة على خدمة المواطنين في الطوارئ والأحوال الجوية الصعبة نحو أفضل المستويات. وهذه متطلبات أساسية في التعامل المستمر مع تبعات الظروف الجوية القائمة من انجمادات، والمتوقعة كالفياضانات والسيول وغيرها لاحتوائها ومعالجتها، إضافة إلى الإعداد بشكل أفضل لمواجهة الأحوال الجوية الأخرى المتوقعة خلال موسم الشتاء الحالي. وخلص الملك عبدالله الثاني إلى القول في رسالته: وبناء على ما تقدم، فإننا نتطلع إلى سرعة في الاستجابة والتنفيذ والاستعداد الأفضل لما سيستجد من ظروف وتحديات، على أساس من المسؤولية الجماعية والتشاركية والتكاملية، متمنين لكم التوفيق، ومجددين التقدير لكوادر جميع المؤسسات الوطنية على ما تبذله من جهد موصول خدمة لأردننا الأعز، وللمواطن الأردني الأغلى.