في مصر، التي تعيش فرحة إقرار الدستور بنسبة تاريخية، الدعوات التي تحث وزير الدفاع، الفريق أول عبد الفتاح السيسي، ل "التبكير" في إعلان ترشحه لمنصب رئاسة الجمهورية، متوقعة حدوث ذلك قبل 25 يناير (كانون الثاني) الحالي، في الوقت الذي كشفت مصادر في القوات المسلحة رفض السيسي لقاء ممثلين عن نظام حسني مبارك، بخلاف ما أشاعته وسائل إعلام إخوانية. الدعوات تأتي وسط مخاوف من وقوع أعمال شغب بداية من يوم الجمعة المقبل من جانب أنصار الرئيس السابق باستغلال احتفالات المصريين التي كانت مزمعة في عدة ميادين وكشفت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية، اليوم الأحد، نقلاً عن مصادر في جهات سيادية مصرية أنها أشارت على قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح السيسي بتبكير إعلان موقفه من الترشح للرئاسة لطمأنة المصريين قبل ذكرى 25 يناير (كانون الثاني) السبت المقبل، وهو الموعد الذي كان مزمعاً لإعلان موقفه، وذلك لقطع الطريق على أعمال عنف متوقعة من جانب متشددين موالين للرئيس السابق محمد مرسي، في ذكرى الثورة. ورأت الصحيفة أن تلك الدعوات تأتي وسط مخاوف من وقوع أعمال شغب بداية من يوم الجمعة المقبل من جانب أنصار الرئيس السابق، عن طريق استغلال احتفالات المصريين التي كانت مزمعة في عدة ميادين، من بينها ميدان التحرير وقصر الاتحادية وأمام مقر الجيش (وزارة الدفاع). وأبلغت المصادر أمس السبت بصدور توجيهات بإرجاء الحشود الجماهيرية وتوجيهها للانعقاد في صالات رياضية مغطاة ومؤمنة بالعاصمة، قائلة إن "السيسي ربما يستبق ذكرى ثورة يناير ويعلن خلال وقت وجيز وقبل نهاية هذا الأسبوع موقفه من الترشح للرئاسة"، فيما أشارت المصادر نفسها إلى أن الرئيس المؤقت عدلي منصور سيعلن عن بيان رئاسي خلال فترة وجيزة رجحت أن تكون اليوم الأحد. محاولات الإخوان للوقيعة بين الثوار بموازاة ذلك، كشفت مصادر في القوات المسلحة المصرية، عن "مخططات الإخوان للوقيعة بين الجيش وثوار 25 يناير"، مؤكدة أن وزير الدفاع رفض طلب عدد من رموز نظام حسني مبارك السابق، اللقاء معه أخيرا، وهو ما ينفي ما تردد عن احتمالات عودة وجوه نظام مبارك إلى المشهد السياسي. ونقلت صحيفة الراي الكويتية، اليوم الأحد، عن المصادر أن "قيادات من القوات المسلحة ستكثف من لقاءاتها مع عدد من الشباب وممثلي ثورة 25 يناير الفترة المقبلة، للكشف عن أي محاولات للوقيعة بين المؤسسة العسكرية وشباب الثورة، والتأكيد على تكامل ثورتيّ 25 يناير و30 يونيو ووقوف القوات المسلحة لمساندة الثورتين". وأضافت أن "القوات المسلحة ستوضح لشباب الثورة مخططات موثقة تقوم بها جماعة الإخوان، بالتعاون مع أجهزة دولية لخلق وقيعة بين شباب ثورة 25 يناير والجيش". ولفتت إلى أن "السيسي يحرص بشكل مستمر على لقاء الشباب والاستماع لمطالبهم"، مشيرة إلى أن "وزير الدفاع لن يسمح بسرقة مصر لصالح فصيل معين، أو أي محاولة لتشويه ثورة 25 يناير، خصوصا أنه كان أحد قيادات المجلس العسكري، بصفته مديرا للمخابرات الحربية، الذي تم تكليفه بإدارة شؤون البلاد بعد خلع مبارك".