الاخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية حفظكم الله يتخيلك اغلبنا وانت تتابع بسعادة أخبار الانهيار التاريخي لمنظومة آل الاحمر القبلية و الدينية، وتتذكر بتشفي تلك الرسائل الآمرة التي كان يوجهها لك ولحكومتك صادق الأحمر وإخوانه والتي كانت تظهر مدى غرورهم وحالة النشوة التي جعلتهم يرون أنفسهم كيان لا يُقهر وأنهم أقوى من اي دولة واي منافس مشابه لهم، ولابد انك سيادة الرئيس تفاجأت بمدى ضعفهم اثناء انهيارهم و مدى كره الشعب اليمني لتلك المنظومة، والمحزن الاكبر في ذلك الانهيار ان ما من شخص حزن عليهم.
الاخ الرئيس،، تعلم جيداً بأن هذا الانهيار يكتسب اهميته بأنه تسوية جديدة للساحة السياسية وأعادة جذرية لصياغة خارطة النفوذ في اليمن، وانها فرصة عظيمة لتحريك عجلة التغيير التي تحدثت انت عنها كثيراً دون ان تتقدم بها خطوة واحدة الى الأمام.
الاخ الرئيس،، جماعة انصار الله (الحوثيين) مازال اعلامها يؤكد على أن اسقاط تلك المنظومة تم على يد ابناء قبيلة حاشد انفسهم، ممايترك لك كرئيس دولة حصاد ذلك السقوط ، وهي فرصة لجعل الدولة صاحبة النفوذ الاقوى والوريث الحتمي لتلك المنظومة التي كانت عائق امام بناء الدولة وفرض سيادتها، وكن على ثقة بأن ابناء حاشد لم ينتفضوا ضد منظومة الاحمر ليخضعوا لمنظومة الحوثي، ولا الحوثي اعتبر القبيلة خاضعة له وهذا يتضح من اتفاقاته الموقعة مع شيوخ قبائل حاشد، جميعهم ينتظرون الخطوة القادمة من الدولة و رئيسها.
الاخ الرئيس،، يعلم اغلبنا وكذلك تعلم انت بأن مسئوليتك اكبر من حكمتك، لكن الشعب والتاريخ في شمال اليمن وجنوبه سيحاسبك ويدينك إن أفلتت هذه الفرصة التي لم تتهيأ لحاكم منذ 140 عام لجعل دولة القانون و المساواة هي المتسيدة والمسيطرة، خصوصاً وان الشقيقة تخلت عن معظم حلفائها في المناطق العصيّة على الدولة واجهزتها ومؤسساتها.
الاخ الرئيس،، ارجو ان تتجاهل اسم وصفة وانتماء كاتب الرسالة، وان تستشعر اللحظة التي نمر بها وأن تعلم بأن مراكز القوى التقليدية التي تريد الحفاظ على موروثها جميعها سعيدة بتجاهلك للتغيير الكبير الذي يحصل اليوم في اليمن ويخشون كثيراً من اقدامك على تثبيت اقدام الدولة وسيادتها في كل فراغ تسبب به هذا التغيير، فهذا الفراغ بإمكانك كرئيس دولة ان تملأه بسرعة وثبات بينما يتطلب منهم وقت اطول ليملأونه، المواطن هناك سينتظرك وإن طال انتظاره سيتوجه إما لمن اسقط تلك المنظومة ليحميه ويفرض قوانينه او انهم سيلجأون لصناعة منظومة شبيهة بتلك التي سقطت.
الاخ الرئيس،، الشعب لا يحبك كثيراً لكنه ايضاً لا يكرهك، فأفرض على الجميع احترامك هو خيرٌ وابقى لك وللدولة... والله و سيادة الجمهورية اليمنية من وراء القصد..