كان الدكتور ياسين حلم التعبير الأمثل عن حالة وطنية مفارقة لإرادة مراكز القوى المعروفة وحالة ممانعة ترقب الناس صوته يتحدث لكنة المشروع الوطني ويغالب اصوات الجماعات من موقعه في لحظة كان تواجده فيها قويا ومدعوما برهان شعبي يكن له ثقة وتقديرا بالغين. لكنه تعب مبكرا فيما يبدو
في ربيع براغ كان فتيان المدينة وفتياتها يحتفلون امام الدبابات السوفيتية حد ان تململت الات الموت اما صخب الحياة وصدئ قلب الجندي السوفيتي بعد ان خبط جبهته على ماصورة الدبابة وقد فقد السيطرة امام صف من فتيات الجامعة الممشوقات يهمسن في خوذته العسكرية : هذا الافتتان ليس لك وسيذكرك فحسب ببهجة حياة لا تخافك .
هذه مدينتنا ولن نخلي شوارعها للاشباح . لن نتلصص على الخوف من فتحات النوافذ سنتسكع على ابواب البوفيات حتى وقت متأخر وحتى تتصاعد ابخرة الزلابيا ويمتلئ الصدر بما يكفيه من استعذابات الليل ولن ننام باكرا الناصحون بتوخي الحذر يتسللون الى انسانيتك ويفخخونها بتقدير عمى القتلة مرحى للسهر واللا مبالاه ومرحى لهذه الأزقة التي ان لم تسمع خطواتنا الجذلة فستعتاد صوت الدم وخطوات الرعب الأزقة التي يخليها البشر ستمتلئ بالاشباح .
لا أكترث ان تعرف أحدهم للكاتب محمود ياسين وهو يرقص في أحد أزقة الحصبة وقد وصع سماعات على أذنيه لم افقد رشدي انا فقط أمقت حياتكم المتزمتة ولست وحيدا انا برفقة زارا لا ريسون أقلدها واغني لها واراقصها وأدرك بجذلي الراقص ما تقوله زارا فالحرية لا تحتاج لترجمة ولا تحتاج لشئ عدى انفلاتك لتوازي ما يتصاعد من صدر زارا وهي وحدها ستعلمك كيف تصرخ انا انسان انا غاضب وجذل ومتخل وقلبي يقاوم الموت موت المدن والأحلام موت الأكاذيب موت الكاتب المزرزر وحياة الكائن ستجدون زارا في محرك البحث فقط قلدوها في وضع سماعتين على الأذن وصدمة للقلب . وإن لم ينفلت احدنا من الجماعات والاراء والتكلف وعطن الحياة وان اخفقت في مجاراة الفتاة لاريسون فالأجدر طلقة في هذا القلب المغمى عليه .
أكتب في رواية ليلة نيويورك وانا مرتدي الثوب والجنبيه والشال قبع على رأسي بوضعية منحرفة وكأنني أكتب تقديم لرئيس مصلحة شئون القبائل . عادل في نيويورك يلهو ويقصف ويبدد النقود التي سرقها من تجارة عمه كونه كان أمين مخازن ما يؤلم عادل في نيويورك هو وجود عمه داخل النقود وكأنه يحدق فيه بعيني بنجامين فرانكلين من ورقة المائة دولار. هو يشتري سيارة بكتيفا بيضاء يلمح مؤخرتها ويغمغم :يا للهول ، ذلك انه يحاول تطويع نيويورك لأحلامه التي كانت في صنعاء. لم يتمكن عادل من ملامسة أمريكا حتى وهو يلتهم الهوت دوج بأصابع مشحونة بأرقه اليمني الخالص .
انا في صنعاء ورغبتي في الحياة تتجول بين الولايات انام في نزل والامس الحلم الامريكي كل مساء وكلما ضاقت الحصبة كلما امتدت امامي الطرق والغابات أظنني سؤمضي حياتي في رواية تتسكع في امريكا مصادفة كل ما ينقصني بالضرورة .