قال الكاتب الكويتى أحمد الجار الله، إن قطر فى الآونة الأخيرة بدأت تغرد خارج وضد الأمن الوطنى لمجلس التعاون الخليجى بل والعالم العربى، لافتا إلى أن هناك شكوكا أن قطر لها يد فى التفجيرات الإرهابية التى شهدتها البحرين مؤخرا، بالإضافة إلى حكم محكمة الإمارات أول أمس بحبس محمود عبد الرحمن محمود الجيدة (قطرى الجنسية) بالسجن مدة سبع سنوات بتهمة التعاون والمشاركة مع التنظيم السرى "الإخوان المسلمين" غير المشروع بدولة الإمارات، كما أنها تواجه نفس الأمر فى السعودية أيضا. وأوضح الكاتب الكويتى فى تصريحات خاصة ل"اليوم السابع" المصري أن قطر فى السابق كانت دائما تغرد خارج السرب العربى والخليجى، أما الآن فتصرفاتها أصبحت تمس الأمن القومى لتلك الدول، وهذا خط أحمر لمجلس التعاون وبعد أن برزت تلك القضايا مؤخرا فإن مجلس التعاون الخليجى سيتحرك لاتخاذ قرار حاسم ضدها ملمحا إلى إمكانية اتخاذ قرار بتعليق عضويتها بالمجلس بسبب مواقفها قائلا "المجلس منذ إنشائه يضم 6 دول ولكن لن يضيره الآن أن يصبح 5 دول حفاظا على الأمن القومى لدول وشعوب المجلس". وشدد الجار الله على أن السعودية والإماراتوالبحرين ما كانوا يريدون أن تبتعد قطر عن محيطها الخليجى ولكنها أصرت على أن تمارس سياسة مختلفة أثرت سلبا على دول مجلس التعاون، لافتا إلى أنها تريد أن تنتقم من الرؤساء العرب وكأن لها ثأرا معهم، وبعد تلك السياسة لم يعد يضير مجلس التعاون الخليجى أن تتركه قطر وتمضى. وأكد أن قطر وحدها هى التى ستخسر نتيجة سياستها وخروجها وستعيش وحدها فى فضاء معزول، معتبرا أن ذلك نتيجة لسياستها التى سعت من خلالها لتدمير الدول العربية وإنهائها ككيانات قوية ومتماسكة.
وحول تأثير هذا التطور على مساعى الكويت لعقد مصالحة عربية خلال القمة العربية المقبلة فى الكويت قال "الكويت لم ينقطع لديها الأمل وربما تحدث تغيرات داخل السياق القطرى فى الأيام المقبلة، خاصة أن شعب قطر الكريم غير راضى عن سياسة بلاده خاصة أنه لا يحكم". من جانبه أصدر مجلس الوزراء القطرى بياناً عبر فيه عن أسف قطر واستغرابها للبيان الذى صدر من قبل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدةوالبحرين بسحب سفرائها من الدوحة. وأوضح البيان الذى نشرته وكالة الأنباء القطرية، أنه " لا علاقة للخطوة التى أقدم عليها الأشقاء فى المملكة العربية السعودية والأمارات العربية المتحدةوالبحرين بمصالح الشعوب الخليجية وأمنها واستقرارها، بل باختلاف فى المواقف حول قضايا واقعه خارج دول مجلس التعاون " . وأوضح البيان أن دولة قطر كانت وستظل دائماً ملتزمة بقيم الأخوة التى تعنى الأشقاء فى المجلس، ومن ثم فإنها تحرص كل الحرص على روابط الأخوة بين الشعب القطرى والشعوب الخليجية الشقيقة كافة . وهذا هو الذى يمنع دولة قطر من إتخاذ اجراء مماثل بسحب سفرائها . وأكد البيان على التزام دولة قطر الدائم والمستمر بكافة المبادئ التى قام عليها مجلس التعاون الخليجى وكذلك تنفيذ كافة التزاماتها وفقاً لما يتم الاتفاق عليه بين دول المجلس بشأن الحفاظ وحماية أمن كافة دول المجلس واستقرارها .