كنا في عام 2011 نقول: إن انضمام الضباط والجنود إلى مخيمات الاعتصام، خطيئة كبرى، حتى عندما كانت البداية من العسكريين المتقاعدين، الذين كانوا ينضمّون تباعا، وينظمون أنفسهم تحت لافتات الائتلافات العسكرية.. لقد كان حزب الإصلاح، واللواء محسن، وأولاد الأحمر، يدركون أن المعتصمين، وبجانبهم أحزاب المشترك، لا يتوافرون على شروط إسقاط النظام بمظاهرات واعتصامات سلمية، كانت توازيها مظاهرات مؤيدة للشرعية الدستورية، لذلك رأوا أن دورهم قد حان للتدخل لإسعاف الموقف بطريقتهم، استناداً إلى تصور أساسه أن النظام أصبح ضعيفاً، والضغوط عليه شديدة، وهذا كافٍ للانقلاب عليه ابتداء بتشجيع انضمام العسكر للمعتصمين، وفي الأخير انشقاق علي محسن بدعوى حماية المعتصمين، وأنشق معه آخرون، وأصبحت الفرقة الأولى مدرع، وألوية مثل 119 و 310 و 121 وألوية أخرى، في مواجهة معظم الجيش، الذي أفشل الانقلاب، لكن ذلك لم يمنع الصدامات المسلحة، و كشف فقط الغطاء العسكري عن وجوه الإخوان. الآن، وبعد هيكلة الجيش والشرطة، ينضم ضباط وجنود إلى ساحة 11 فبراير لإسقاط حكومة الفساد والفشل، وأصحاب حركة 11 فبراير يرحبون بذلك ويشجعون عليه، ونقول أيضا إن هذه خطيئة كبرى، وتدل أيضا على أن هيكلة الجيش والشرطة لم تكن فعالة، إن لم نقل إنها أكذوبة، أو خطيئة أضعفت الجيش والشرطة. أصحاب حركة 11 فبراير، يتحدثون عن مئات الضباط والجنود الذين يلتحقون بخيام الاعتصام الجديدة، وقد رأينا مشاهد استعراضاتهم في الساحة، وهؤلاء ليس كلهم مقصيون، وضحايا هيكلة، إذ ينبغي إدراك أن الضباط والجنود ليسوا محصنين ضد مؤثرات محيطهم العام، والدوافع التي ألجأت جنوداً وضباطاً إلى الانضمام للاعتصامات بداية عام 2011، هي اليوم أكثر مما كانت عليه في الماضي، وهذه الطلائع التي تنضم لحركة 11 فبراير، هي مؤشر على انضمام المزيد، ومن يستطيع أن يجزم أن صداماً عسكرياً لن يتكرر.. ولذلك ينبغي أن يدرك رئيس الجمهورية أن هذه المشكلة ستكبر بالتدريج وبمرور الأيام، وسيعم الخراب من جديد، إذا لم يحمِ الجيش والشرطة من داخلهما، ويصلح أخطاء الهيكلة، وينقي صفوف الجيش والشرطة من المجندين الجدد، والذين جندوا لأداء أدوار معادية للجيش والشرطة بالدرجة الأولى.. المتذمرون من الوضع العام كثرت أعدادهم، ورجال الجيش والشرطة جزء من الشعب، فما بالكم عندما يكونوا أول وأكثر المتضررين من هذه الأوضاع، وتفردهم بالضر من الهيكلة التي أدمجت وسطهم حزبيين متطرفين، قد ساعدوا على اغتيال عدد كبير من الضباط والجنود.