استخدمت قوات الأمن المصرية الغاز المدمع لتفريق متظاهرين مؤيدين للرئيس المعزول محمد مرسي أمام مدينة الإنتاج الإعلامي، فيما شهدت العديد من المحافظات والمدن المصرية مظاهرات حاشدة في جمعة أطلق عليها "مصر ضد الانقلاب"، كما تراجعت الداخلية عن قرارها بفض الاعتصامات بالقوة واكتفت بحصارها. فقد كررت قوات الأمن المصرية إطلاق الغاز المدمع لتفريق متظاهرين من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، قالت إنهم حاولوا اقتحام المدينة، وهو الأمر الذي نفاه تحالف دعم الشرعية، وأكد أن المتظاهرين أرادوا فقط تسجيل احتجاجهم على "انحياز الإعلام المصري" ضد مؤيدي عودة الشرعية. وقال الصحفي إبراهيم الطاهر من موقع مدينة الإنتاج الإعلامي إن رجال الأمن ألقوا غازا مدمعا من النوع السام، الأمر الذي أدى لحدوث حالات اختناق عميقة لدى المتظاهرين، كما أكد في اتصال هاتفي مع الجزيرة إصابة العديد من المتظاهرين برصاص الخرطوش، نافيا نية المتظاهرين اقتحام المدينة. وقال مراسلو الجزيرة إن ميداني رابعة العدوية في شارع نصر بالقاهرة والنهضة غصا بعد الإفطار بأعداد غفيرة وغير مسبوقة من المعتصمين، وذلك في تحد لوزارة الداخلية التي اضطرت للتراجع عن تهديدها السابق بفض الاعتصامات بالقوة، وأعلنت اليوم أنها ستكتفي بفرض حصار على مواقع الاعتصامات. وكان العديد من المدن والمحافظات المصرية قد شهد مسيرات حاشدة اليوم تأييدا لدعوة التحالف الوطني لدعم الشرعية، مطالبين بعودة الرئيس مرسي للسلطة، كما فتح مؤيدو مرسي نقطتي اعتصام جديدتين بالقاهرة متحدين السلطات التي هددت بفض الاعتصامات قبل أن تعدل عن ذلك. وخرجت مسيرات تضم عشرات الآلاف من 33 من المساجد المعروفة في القاهرة الكبرى، مثل الاستقامة ومصطفى محمود والفتح، وسط حرارة عالية، وطافت في شوارع وميادين بينها العباسية ورمسيس، وذلك بدعوة من التحالف الوطني لدعم الشرعية. وأشار مراسلو الجزيرة إلى أن أسرًا بأكملها انضمت إلى المعتصمين، وأن الأعداد زادت في ميداني النهضة ورابعة بوصول مسيرات من أماكن مختلفة من القاهرة. كما لاحظوا أن شرائح جديدة لا تنتمي إلى الإخوان المسلمين انضمت إلى المحتجين تنديدا بتهديد السلطات باللجوء إلى القوة لفض الاعتصامات.
وفي الإسكندرية، قال الصحفي محمد نصر للجزيرة إن خمس مسيرات خرجت بعد صلاة الجمعة ضمن مليونية مصر ضد الانقلاب، وأشار إلى هتافات ضد جهاز الأمن الوطني المتهم بالعودة إلى ممارسة القمع. ونقل عن قادة أمنيين أنهم أعدوا خطة لمواجهة ردود أفعال محتملة من جانب مؤيدي مرسي في حال فض اعتصامي رابعة والنهضة. توسيع الاعتصامات وقال مراسل الجزيرة أحمد الشلفي إن مؤيدي مرسي تحسبوا لمحاولة فض اعتصامي رابعة والنهضة بفتح نقطتي اعتصام جديدتين بالقاهرة، وتحديدا في منطقة الألف مسكن في مصر الجديدة قريبا من رابعة العدوية، وفي ميدان مصطفى محمود.
ويأتي توسيع الاعتصامات في القاهرة بعدما فوضت الحكومة المؤقتة وزير الداخلية لفض الاعتصامين. وكانت السلطات دعت المعتصمين إلى الانسحاب طوعا من الميدانين, وقالت إنها تعطي "الأمان" لكل من يغادرهما. لكن التلفزيون المصري أعلن اليوم أن وزارة الداخلية تعتبر فكرة اقتحام ميداني النهضة ورابعة "غير مقبولة", وقال إن قوات الأمن ستحاصر ميدان رابعة لمنع دخول مزيد من المعتصمين إليه. وفي وقت سابق اليوم, قال مراسل الجزيرة أحمد الشلفي إن مروحيات للجيش حلقت فوق ميدان رابعة العدوية, ودام تحليقها في بعض الأحيان حوالي ربع الساعة. ورجح أن تكون تلك المروحيات بصدد تقدير أعداد المعتصمين, أو تصوير الميدان حيث أقام المعتصمون تحصينات من الرمال والطوب تحسبا لعملية لاقتحام الميدان. وبدأ مؤيدو الرئيس المعزول محمد مرسي تلبية نداء التحالف الوطني لدعم الشرعية بالاحتشاد اليوم في الميادين تحت شعار "مصر ضد الانقلاب"، في حين يتواصل اعتصامهم في ميداني رابعة العدوية ونهضة مصر، رغم قرار وزارة الداخلية بدء إجراءات فضهما. كما خرجت مسيرات في مختلف المحافظات مطالبة بعودة مرسي إلى منصبه، ومنددة بما سمَّوْه الانقلاب العسكري. توجيهات بديع في السياق، دعا المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد بديع المصريين إلى الاستمرار في ما سماه "نضالهم من أجل الحرية ودعوة الشرعية، كما دعا الضباط والجنود إلى عدم طاعة الأوامر بقتل المعتصمين والمتظاهرين".
وذكر بديع إياهم بأن دورهم هو حماية المتظاهرين "من كل مجرم وخارج عن الدستور والقانون". يشار إلى أن المرشد مطلوب للتحقيق معه في اتهامات بينها "التحريض على القتل". ويؤكد مؤيدو مرسي أنهم لن يفضوا الاعتصام إلا بعودة الرئيس المعزول إلى منصب الرئاسة، في حين نقلت صحيفة الأهرام الحكومية عن مصادر في الشرطة اليوم أن قوات الأمن تعد خطة لفض الاعتصامين لكنها لم تقرها بعد، بينما ما زالت الحكومة المؤقتة تسعى إلى حل سلمي للأزمة وسط مخاوف حقوقية من "حمام دم" في حال تفريق المعتصمين بالقوة. المصدر:الجزيرة + وكالات