فاعلية الدولة والعدالة المجتمعية وكرامة الفرد اليمن أولاً تداخل الأمن والسياسة واستغلال الدين مانديلا ونجم عبدالله علوان يعاني ويكابد، وعبد الباسط عبسي في تمام قلّة ذات اليد، والحيلة يقاسي مرضه أيضاً، عبدالله علوان الأديب والناقد الودود يفتك السكري بجسده في ظل تقاعس رسمي مهول؛ فناننا المائز الفذ عبدالباسط عبسي يواجه مصيره وحيداً وغريباً مكلّلاً بعزّة النفس.
أشعر بتمام الحزن والسخط والحسرة؛ الأمر خطير وكارثي إذا استمر حال مبدعي البلد يتفاقم بالتدهور بمقابل الاستخفاف الرسمي الذي لا يُحتمل؛ إنهما مبدعان كبيران في حالة صحية خطرة، فيما الجهات المسؤولة متميزة بالبيروقراطية واللامبالاة، أو البخل وسوء التقدير.
على أننا نرفض ونستنكر وندين استمرار مثل هذه الأساليب الفجّة وغير الإنسانية في التعامل مع المبدعين ومعاناتهم، والحاصل إنه لابد من إنشاء صندوق خاص بالتأمين الصحي لهذه الشريحة المهمة والنوعية في المجتمع عارمة المعاناة.
لقد أثخنت وفجعت أرواحنا بالرحيل المؤسف لعشرات المبدعين في هذه البلد الجاحدة؛ إذ رحل عديد كتّاب وأدباء وفنانين وهم في عز عطائهم الإبداعي جرّاء الإهمال.
المثير للألم والاستغراب معاً هو استمرار العبث بملايين الريالات باسم الثقافة والفن تذهب لصالح الفساد والفاسدين، بلغة أخرى تصدمني الإجراءات الرسمية التي لا تنتفض لمأساة مبدع كما ينبغي وبكل مقتضيات الجدية والسرعة والنبالة.
عبدالله علوان، الناقد الفاعل المتفاعل مع روح الشباب والفعل الثقافي التائق إلى التغيير والممتلئ قلبه بالحب يتجرّع هذه الأيام نفس الأهوال التي تجتاح عبدالباسط عبسي، الفنان الدمث النظيف، صاحب الرسالة والمكانة الرفيعة في قلوب محبيه؛ إنهما ببساطة نموذجان لمبدعين محترمين خارج حلبة المصفّقين والمبتذلين وغير الأسوياء.
وباختصار شديد.. أي يمن جديد هذا يا اتحاد الأدباء والفنانين ووزارة الثقافة وصندوق التراث والتنمية....إلخ..؟!.
فقط.. نأمل من رئيسي الجمهورية والحكومة التفاعل السريع لإنقاذ حياتهما.