قيل إن رجلا تمنى أن يكون بين يديه جني يتحكم به كما يريد، كلما رغب بالحصول على شيء يأمر هذا الجني بإحضاره، فيفعل، فدلوه على كتاب عن الجن، وقالوا له عليك أن تقرأ هذا الكتاب خلال أربعين يوما، وبحلول اليوم الأربعين سيأتيك جني يضع نفسه تحت تصرفك.. وهذا ما كان، فبعد أن فرغ من قراءة الكتاب في اليوم الأخير، حضر جني بين يديه طائعا، وقال له: شبيك لبيك، عبدك بين يديك.. لكن المشهد أثار الرعب في قلب صاحب الأمنية، فكان أول وآخر أمر يصدره للجني: أشتي ترح لك! كثيرون كانوا يعتقدون أنهم قد تملكوا بعض الجن، فامتدحوهم، ووسوسوا لهم، لكي يلبوا رغباتهم، ويبطشوا بخصومهم، واليوم لسان مقالهم مثل لسان مقال صاحب تلك الأمنية: أشتي ترح لك! الاشتراكيون نافقوا الرئيس، وأملوا فيه فترة انتقالية من 4 إلى 5 سنوات، لترتيب أوضاعهم، وجاملوه وفي بالهم الإقليمين، واليوم بعد الستة الأقاليم، قد هم يقولوا: خسرت حتى الجنوب ولم تحقق له ما يشرف، ونشتي ترح لك يا عبد ربه! وأعادوا لنا سيرة الاشتراكي العتيد سليل البيت الخطابي جمال بنعمر، وجملوه، وهاجموا من انتقد عدم حياده، وبعد أن أطاح بمقترح أربع إلى خمس سنوات انتقالية، ومرر وثيقة القضية، لسان حالهم: أشتي ترح لك! وكان الإخوان المسلمون، الذين يطلقون على أنفسهم حزب الإصلاح من باب الدلع، يحسبون أن الرئيس هادي سيقول لهم شبيكم لبيكم على طول الوقت، وفي سبيل ذلك تقمصوا دور الجدة الأشفق من الوالدة، ولما رفض يزج الجيش في حرب مع أنصار الله، دفاعا عن كرامة أولاد الشيخ المراقة، لسان مقالهم: ما عملت لنا كل شيء، ونشتي ترح لك! وكانوا يجاملون الحوثيين ويقولون لهم نحن وأنتم ثورة واحدة، في خيمة واحدة، وسعوا من أجل استخدامهم أداة لضرب النظام، واليوم بعد أن كسرهم الحوثيون كسرة مهولة، يقولون لهم: نشتي تروحوا لكم! وكان الشيخ حميد الأحمر أول المبشرين بالنزول إلى الشارع، ولما وقع النزول عام 2011، كان- ومعه بقية أولاد الشيخ عبد الله الأحمر- ممولين وداعمين، واليوم إذا كانت هناك محاسن للشبابية، لم يتلق أحد إهانات مثل التي تلقاها أولاد الأحمر من هذه الثورة، لكن - والحق يقال- لم نسمع أنهم قالوا لها: نشتي ترح لك! إلا إذا كانوا يقولون ذلك في منبر غير علني.