هو بالطبع لم يطلب من الكتاب والصحفيين إثبات سلميتهم ومدنيتهم ولا عنصريتهم. قادته الميدانيون العسكريون هم أيضا لم يطلبوا منا ذلك.
لكن الفيلق الحوثي الإعلامي هو من يملك قوة الطباع الكافية للتفوه بمطالب من هذا القبيل، متحدثين بلكنة مدنية عن أهمية ألا نكون نحن دعاة حرب، ولا طائفيين أو عنصريين.
أحيانا تحظى المليشيات المسلحة بمسوقين، وجوههم من جلد التمساح.
من الذي عليه إثبات مدنيته؛ المتسلح بالقلم، أم المدجج بالديناميت؟
من عليه نبذ الطائفية؛ اليمني المنتمي للهوية الوطنية، أم الذي يعلن مذهبيته العسكرية الصاعدة؟
نحن ندافع عن المواطنة المتساوية، وحق أي يمني في حكم البلاد، بينما تتكئ الحوثية على ولاية البطنين، فمن هو العنصري الذي عليه نفي هذا المرض؟
لا يكترث عبدالملك الحوثي، كثيرا، لإظهار مدنية أو مزاج ديمقراطي أو شغف بالمساواة.
هو مندفع بقوة السلاح ومقولات إحياء المذهب والحق الإلهي الاصطفائي، غير أنه يجد نفسه مؤخرا مضطراً للإصغاء للفيلق المنقسم بين غالبية تقره على ما هو عليه بوصفه مجدد الإرث وقبضة استعادة الميراث، ونسبة صغيرة من الفيلق تسعى حقا لتسييس هذه القوة، وجعلها أكثر قابلية للتواجد القوي والآمن بمقولات الشراكة السياسية، ضمن محاولة إصلاحية محدودة الأثر.
لكن الفيلق كله يتثاقف عموما، ويتحدثون بحماسة مدنية تبعث على الدهشة، مدافعين عن حق عربة الديناميت في الإفصاح عن وجودها بطريقتها، ويطلبون من الكتاب والمثقفين، في ذات الوقت، الكتابة بشكل سلمي مدني غير عنصري.
التفاؤل المريض يتجول مستفزا ولجوجا بوصفه الواقع الصلف.