شهد البرلمان الأوكراني الثلاثاء جلسة ساخنة ألقيت فيها قنابل دخانية تبادل فيها النواب اللكمات والتقاذف بالبيض، بعد إقرار اتفاقية تمدد بقاء البحرية الروسية في شبه جزيرة القرم حتى عام 2042. وكان الحزب الحاكم قد أجاز الاتفاقية بتأييد 236 صوتاً، وهو ما قوبل باحتجاجات قوية من قبل المعارضة، وامتلأت قاعة البرلمان بالدخان واحتمى رئيس البرلمان، فولوديمير ليتفين، بمظلة من "قذائف" البيض الذي رشقه به نواب المعارضة. وخلال احتجاجات السبت، دعت زعيمة المعارضة، يوليا تيموشينكو، رئيسة الوزراء السابقة التي خسرت الانتخابات الرئاسية في فبراير/شباط لصالح الرئيس فيكتور يانوكوفيتش، إلى منع إقرار المعاهدة بأي ثمن. وتتهم تيموشينكو الرئيس يانوكوفيتش ب"بيع أوكرانيا"، وأنه بدأ في مسار تدمير المصالحة القومية وسيادة البلاد. وزعمت رئيسة الحكومة السابقة أن الرئيس الحالي انتهك القانون الأوكراني الذي يحظر استضافة قواعد عسكرية أجنية بعد 2017. وينص الاتفاق أن تمدد حكومة كييف عقد القاعدة البحرية الرئيسية في ميناء "سيفاستوبول" على البحر الأسود لمدة 25 سنة إضافية، مقابل خفض بنسبة 30 في المائة في أسعار الغاز الذي تبيعه روسيا لأوكرانيا. وقد تضع الاتفاقية حداً لسنوات من الخلافات بين الجانبين بشأن أسعار الغاز الطبيعي، والذي دفع الجانب الروسي، أحياناً، إلى وقف الإمدادات، في خطوات لم يتأثر بها الأوكرانيون فحسب بل القارة الأوروبية التي تعتمد على الغاز الروسي الذي يضخ عبر خطوط أنابيب تمر بأوكرانيا. وتوترت العلاقات بين موسكو وكييف منذ اندلاع "الثورة البرتقالية" التي أتت بفيكتور يوشينكو، الموالي للغرب والمناهض لروسيا، إلى السلطة عام 2005. وطيلة فترة رئاسته، هدد يوششينكو، بطرد أسطول البحر الأسود الروسي من ميناء "سيفاستوبول". يقول الرئيس يانوكوفيتش إن الاتفاقية تضيف "بعداً راسخاً وبراغماتياً" إلى العلاقات المتجذرة بين الشعبين الأوكراني والروسي.