www.Facebook.com/samoogh4u من يحدثنا عن العقل، صار أغبى الناس!. ومن يحث فينا جنون الهلاك هتفنا إليه ورفعنا هامته المشبعة بالرياء عالياً، ثم لم نلبث نقاتله في منعطف متقدم. تذكرت ثائرة تمشي على قدميها من تعز إلى صنعاء، وهي تعرف أنها تنسلخ عن فحوى التغيير، وتهدم ما تبقى من غرور الثوار.. لكنها فضلت ألَّا تكون ربة بيت أنيقة وربما ممتلئة برائحة الطبخ المتراكمة!! سعت "بشرى المقطري" للحاق بركب الشهرة التي مست رفيقتها اللدودة فمنحتها "نوبل" بغير استئذان!!، وكان أول شيء تفعله الهجوم على الذات الإلهية!!، شأنها كعديدين اختصروا طريقاً طويلاً من الموضوعية والنضال فسلكوا أقصر الطرق.. مس المقدسات في مجتمع محافظ. بعدها بأيام، تلقت بشرى سيلاً متراكماً من التزوير لشأنها الشخصي، وبث ناشطون إخوانيون صوراً مصطنعة لفتاة لعوب استبدلوا رأسها برأس صاحبتنا، سعياً للانتقام منها ومن لغتها العنيفة في توصيف ما يحدث. تصادف الأمر باتصال تلقيته من ناشط إعلامي لا أعرف رقمه، وقال يعرفني عن نفسه: أنا النبي؟! ثم دخل يلهو معي كأننا أصدقاء لا نفترق عن محبتنا.. يتساءل عن فضيحة جنسية تسربت إلى إحدى مواقع التواصل الاجتماعي بالويب، فحامت حولها الشائعات اللذيذة!!، وكأن البلد فارغة من النقاش ولم تجد سوى هذه المهزلة الموبوءة للعين أخرق!!. وفي مسالك التفتيش والتعدد على شبكة الإنترنت الساحرة، وجدت صورة عارٍ من منتصفه يقال إنه عرَّاب مسيرة الحياة الميتة.. يبدو عليه النضوج العُمري.. لكن مهام الثورة أجبرته خلع ملابسه العلوية رغبة في التغيير المنشود!! ومن مهام الثورة القاسية فعل ما لا تريد كنوع من المحظورات المتاحة عند الضرورة.. فقد وجدته يغني بعمامته الشهيرة على مقطع فيديو لإثبات عذريته المنهجية وعلمانيته المدججة بالفتوى!!. ولم يزل صدى حديثه عن تحريم الغناء يتردد في أذني.. ولم تزل محركات البحث تضج بفتواه وصراخه الملتاع خوفاً علينا من فساد الفنون.. وحين يحدونا أمل القضاء على الفساد، يدمرك هتاف طالب مراهق يرفع الحذاء في وجه معلمه بقذارة من تركه أبوه يتسكع في أزقة الحواري المتشابكة بلا صلاة.. ثم يخطب في الناس معلناً الثورة على الفاسدين!! وحين تقرأ أحاديث نبيل الصوفي مثلاً على صفحته في فيس بوك تستغرب الكم الهائل من المتعاونين على تضليله وتسفيهه، صوت العقل هنا لا يجد وعياً يستقبله.. فتأثير قنوات الصراع التلفازي شكلت خلال أزمة عام كامل مناخاً مضطرباً ليس له نسيج موضوعي، ويتكئ على الصراخ والشرعية الثورية التي صارت غير متاحة باعتراف قادة السياسة والحكم المجربين. وبمجرد تورطك في حوار متصل على صفحتك الشخصية بأحد الثائرين تراه معقود الأمل. منتفخاً بالثورة حد الانفجار، ثم يختم قوله: سننتصر. كل ما يفعلونه هو: الغيرة!!، ثورتهم المرتعشة تلك لم تحقق رغبتهم في إشفاء الغليل.. بينما وجد من يلعبها على طريقة النرد محترفين فازوا بثمرتها، وقطفوا ريعانها الشاب.. ابتسم لهم حظ المسير الثوري، وحددوا بأشكالهم الهندسية قاعدة واسعة من الجثث المتلهفة للموت، رغبة في حياة الكرامة المشنوقة على صليب الخيانة، وقفزوا على كل المربعات.. أرادوا الوصول للانتفاخ الحقيقي، لحياة البريق، فوصلوا عربة القطار الذي أقفل بابه على البقية المتعربشين بنوافذ السرعة.. ومن هنا جاء غيظهم.. تحركت سواعد الفتنة تنبش ماضي الحلفاء النائمين بعين واحدة في خيمة واحدة خوفاً من طعنة الثأر القديم.. فآثروا استباق وصول القطار في محطته الأولى بالتعري أو تقمص العلمانية الفاسدة، لكنهم لم يصلوا، ففتكوا بخلافاتهم.. وتناول الضحايا سرداً مخيفاً من الألم المستحيل.. ومن حكم أضاعه عناد الدهاء عليهم. وتفجرت أضغان الصدور المكبوتة، وطغت لعنة التكفير والقتل تسري في أوصال الرفاق الثائرين على فتات الحكومة، ومحطات المبادرة التي رفعت غطاء السياسة وشرعية المنافسة المدنية عن وقع مغلف بالقبيلة والتمرد العسكري الطموح. هي اليمن.. حيث لا خيانة تدوم.. ولا رياء يتزعم.. ولا أحمقً يسود.. مهما أُجبرنا على سماع هرطقة النفاق المقيت، وتبادلنا عناوين المظاهرات المرددة لهتاف قائد الفيلق الأخرس. هي اليمن.. من أراد بها سوءاً فروح الصبر وجلد المعيشة يكشفان سعيه نحو المدنسات الفاسدة.. وسرعان ما تخلعه القلوب قبل العقول. هي اليمن.. التي تحكم بأفئدتها قبل أدمغتها ولا تخطئ حدسها، أو يخيب عرافها الساكن في خلايا الضمير الإنساني. هي اليمن.. التي تعيش وتستمر وتدوم رغم لا شيء.. لا ثروة أو موارد.. لا نفط يسيل اللعاب ولا مورد يشجع طامعاً في تحمل نفقات الخسارة المربحة.. لا نملك سوى نحن.. وهذه هي العبارة المتاحة لخاتمة كهذه.