أمين محمد-نواكشوط أكد الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز في رسالة وجهها للرئيس اليمني على عبد الله صالح سعيه لمواصلة العمل من أجل تنمية وتعزيز علاقات الأخوة والتعاون القائمة بين بلديهما "بما يخدم المصالح المشتركة لشعبي البلدين الشقيقين". وهنأ ولد عبد العزيز صالح بمناسبة الذكرى الحادية والعشرين للوحدة اليمنية، وتمنى له شخصيا "موفور الصحة والسعادة" وللشعب اليمني "مزيدا من التقدم والرخاء". جاء ذلك قبيل ساعات من الوقت الذي كان يفترض فيه أن يوقع صالح على المبادرة الخليجية القاضية بتخليه عن السلطة بغضون ثلاثين يوما وتسليمها لنائبه، على أن تشكل حكومة وحدة وطنية ترأسها المعارضة في اليوم الأول من الاتفاق. كما يأتي ذلك بعد أشهر من اندلاع الثورة اليمنية المطالبة برحيل ومحاسبة الرئيس اليمني والمقربين منه جراء عمليات القتل التي شملت مئات المتظاهرين فضلا عن الفساد وسوء التسيير الذي يتهم به نظام صالح من قبل معارضيه. دبلوماسية أم دعم؟ ولا يعرف ما إذا كانت برقية التهنئة التي وجهها ولد عبد العزيز مجرد تجسيد لعرف دبلوماسي درج عليه الرؤساء والحكام في مثل هذا النوع من المناسبات السياسية دون أن تحمل مدلولات سياسية خاصة، أم أنها بالفعل رسالة دعم سياسية لرئيس يترنح تحت ضغوط شعبية قوية مطالبة برحيله، بل وأكثر من ذلك يستعد لتوقيع وثيقة تخليه عن السلطة ربما قبل أن تصله الرسالة. لكن الكثيرين يعتقدون أن مواقف رؤساء وحكومات الدول لا تحكمها الأعراف السارية بقدر ما توجهها المصالح الآنية والإستراتيجية، مما يرجح فرضية القصد المسبق في مثل هذا النوع من المواقف. ومن شأن ذلك –إن صحت تلك الفرضية- أن يثير تساؤلات بشأن المصالح الآنية والمستقبلية للحكومة الموريتانية في دعم صالح بعد أن تخلى عنه أقرب حلفائه عربيا وغربيا، وتكاثرت عليه الضغوط السياسية من لدن حكومات ورؤساء الدول للاستجابة للمطالب الشعبية العارمة بالتنحي وترك السلطة. ويُتهم الرئيس الموريتاني مع عدد من الرؤساء والزعماء الأفارقة بدعم زعيم آخر يواجه سخطا شعبيا عارما بل ثورة مسلحة هو الزعيم الليبي معمر القذافي الذي لا يزال حتى اليوم يحتفظ بعلاقات طيبة مع عدد من الرؤساء الأفارقة.