"ساهر الليل.. وطن النهار" دراما سياسية بقالب اجتماعي أثار مسلسل "ساهر الليل.. وطن النهار" سجالا حادا وجدلا واسعا وتعليقات متضاربة على مواقع التواصل الاجتماعي, حيث هاجم عدد من المغردين الكويتيين على "تويتر" الجزء الثالث من المسلسل الذي يتناول الغزو العراقي للكويت. وانتقد المغردون تسليط المسلسل الضوء بشكل مميز على الدور الأميركي والبريطاني في تحرير الكويت والتجاهل أو التقليل من الدور السعودي. ولم يحظ مسلسل كويتي من السخرية والتهكم واصطياد الأخطاء ما حظي به مسلسل "ساهر الليل" بجزئه الثالث "وطن النهار", حيث انتقد المغردون شرب الفنان أحمد السلمان لتسع رشفات من فنجان واحد, والسيارة موديل 2009, إضافة الى انتشار صورة لبعض أبطال العمل وخلفهم صورة لجهاز "الآيفون". من جانبه قال مخرج المسلسل محمد دحام إن المسلسل يتناول حقبة زمنية من تاريخ الكويت جاءت بعد عملين جسدا تاريخ الكويت في فترة الستينيات والسبعينيات, وصولا إلى الجزء الثالث الذي يجسد فترة الثمانينيات وبداية التسعينيات وما حدث فيها من غزو العراق للكويت. وقال دحام إن المسلسل لم تكن به مغالطات تاريخية, حيث اعتمد على خمسة مراجع تاريخية معتمدة, رصدت بشكل واقعي الحالة التي مرت بها الكويت أثناء الغزو العراقي. وحول الاستياء العراقي من المسلسل ووصفه بأنه يجدد الأحقاد ويشوه صورة العراقيين لدى المشاهد الكويتي, قال دحام إن العمل لم يسع إلى تشويه صورة العراقيين كما يزعم البعض، خاصة أنه لم يتطرق إلى هذا الأمر، بل كانت من أبرز شخصيات العمل الأم العراقية المتزوجة من كويتي، وكيف أخذ ابنها أسيرا، والعذاب النفسي الذي كانت تعيشه. " مخرج المسلسل محمد دحام قال إن المسلسل يتناول حقبة زمنية من تاريخ الكويت جاءت بعد عملين جسدا تاريخ الكويت في فترة الستينيات والسبعينيات, وصولا إلى الجزء الثالث الذي يجسد فترة الثمانينيات وبداية التسعينيات " لا تجاوز ونفى دحام أن يكون العمل قد تجاوز الدور الذي قامت به السعودية، مضيفا "أنا سعودي الجنسية من أم كويتية، وولادتي وتربيتي طيلة حياتي في الكويت, بالإضافة إلى أنه لا أحد يستطيع إخفاء دور السعودية في تحرير الكويت أو مساعدة الكويتيين واستقبالهم على أراضيها". غير أن دحام أوضح أن المؤلف لا يقدم توثيقا للأحداث بقدر ما يقدم الجوانب الإنسانية والاجتماعية في تلك الحقبة من الزمن. وقال إن الغاية التي أردنا توضيحها من خلال العمل أن نؤكد على نبذ الخلافات الفئوية والطائفية والقبلية بين أفراد المجتمع الكويتي, إضافة الى أهمية الترابط الأسري والوحدة الوطنية والتلاحم بين المواطنين الذي ظهر بقوة أيام الغزو. وفي ختام حديثه أشار دحام إلى أنه يميل إلى الدراما الواقعية، لأنها هي ما يؤثر في النهاية, إذ إن المشاهد قد سئم من الدراما التسويقية القائمة على قصص من نسج الخيال غير الموجودة في الواقع, التي أظهرت الخليجي إنسانا مترفا ناعما. أما الفنان جاسم النبهان فيرى أن عرض مسلسل "ساهر الليل" في هذا الوقت كان موفقا, حيث صادف أغسطس/آب الذكرى ال22 للغزو العراقي للكويت, لافتا إلى أن المسلسل لم يأخذ مفردات كل أحداث الغزو وإنما أخذ بالعموم، حيث ركز أكثر على الحياة اليومية التي عاشها الناس وكيف كان تلاحم واستبسال الكويتيين للدفاع عن بلدهم وأرضهم. واعتبر النبهان في حديثه للجزيرة نت أن العمل كان يتحدث عن مرحلة مفصلية في تاريخ الكويت، وحاول المسلسل أن يوضح للأجيال اللاحقة بصورة واقعية كيف جرت الأحداث وكيف كان المجتمع الكويتي متلاحما متعاضدا, إذ اختفت كل الخلافات بين الكويتيين ووحدهم الوطن. بدورها قالت المواطنة الكويتية منال الجدعان للجزيرة نت إنها كانت تبلغ من العمر ست سنوات أثناء الغزو العراقي للكويت, ولم يكتب لها أن تعيش وتشاهد الجنود العراقيين في الكويت, حيث إنها كانت مع العائلة خارج البلاد أثناء الغزو. لكنها لم تخف إعجابها, حيث تعتبر أن العمل جسد لها كثيرا من الواقع الذي عاشه الكويتيون أثناء الغزو، وتناول حقبة من الزمن من المهم توثيقها. وترى منال أن العمل لم يكن متأخرا, خاصة أنه من وجهة نظرها جاء في وقت تشهد فيه الكويت احتقانا طائفيا وطبقيا بين أفراد المجتمع. اخبارية نت – الجزيرة نت