عادةً ما يكتفي المرء بما يشاهده عندما يقرر أن يحكم على شيء معين.. على هذه العبارة يمكن أن نبني فكرةً منطقية للحملة التي تُساق اليوم ضد الإعلامي الخليجي محمد العرب، الذي يعمل مراسلاً حربياً لقناتي. الكل ربما يشاهد محمد العرب عبر تقاريره الحربية التي يوثق فيها حقيقة ما يحدث على الأرض، ويبين فيها طبيعة المعارك التي يخوضها الأبطال من رجال الجيش الوطني والمقاومة الشعبية عبر الجبال والهضاب والصحاري في طريقهم لاستعادة الجمهورية المسلوبة في جيوب الأئمة الجدد، القادمين من الكهوف وعليهم غبار الجهل والوحشة.
في الحقيقة لن تنطلي الحملة التي تسوقها وسائل اعلامية، كنا بالأمس نضع لها الف اعتبار ونعدها ضمن الوسائل التي نعتمد عليها في بناء معلوماتنا وأفكارنا، وهي اليوم –مع الأسف- تسقط في وحل ومستنقع كنا نأبى لها أن تصل اليه.
البديهي في الإعلام أنه مهنة خلاقة قبل أن يكون اداة للهجوم، وعندما تحاول أي وسيلة أن تشوه سمعة اعلامي آخر أمام جمهور يحترمه ويعتبره مصدراً أولياً في المعلومات ومتابعة ما يجري، فهنا يصبح الكيد هزيمة، وقد ينقلب السحر على الساحر.
بالحديث عن محمد العرب، الذي شكل مؤخراً أبرز الاهتمامات على الساحة اليمنية والخليجية، وأصبح اليوم في نظر وسائل اعلام محددة "عميل استخبارات" وليس مراسل، فهذا يمكن الجزم بحقيقته أو تكذيبه طبقاً للواقع ذاته، وقراءة المراسل والتغطية التي أجراها خلال فترة عمله في اليمن.
الرجل نراه بين الفينة والأخرى بظهر في تقارير مصورة وتغطيات مباشرة من خطوط النار في جبهات نهم والجوف، وصرواح في مأرب، وعمل عن كثب وبرفقة الجيش الوطني في صحاري المحافظات الشرقية وجبالها، وكان ضمن أفضل الأدوات التي رفعت معنويات الجيش الوطني، الى درجة أن كتائب من الجيش كانت في مرة من المرات تردد عبارته المشهورة "نحن هنا- أين انتم".
سؤال بديهي يظهر على هذا الصدد، كيف يمكن أن تنطلي حملة منظمة ضد رجل يحمل مهنته بيد وروحه في الأخرى، ويتقدم عبر خطوط النار ليجعل من نفسه من أفضل المراسلين الحربيين في البلاد؟، وربما المراسل الوحيد الذي يصل الى هذه المناطق.
في الخلاصة، نود التوضيح، أن حملات التشويه المنظمة لا تنجح على الإطلاق، خاصة عندما تكون ضد زميل لك يعمل في ذات المهنة التي تعمل أنت بها، وفوق كل هذا، أنت تعلم جيداً أن ما يقال عنه غير صحيح، وتستخدمه لتشويهه.
